ماهي فوائد من قصة اصحاب السبت ؟

لقد جاء القرآن الكريم حاملًا العديد من العِبر والدروس لبني البشر ؛

حيث وردت به العديد من القصص السالفة التي تؤكد أن عقاب الله شديد لمن يخالف أوامره ويتبع هواه ،

ومن بين هذه القصص التي تحمل العديد من الدروس المستفادة هي قصة اصحاب السبت الذين خالفوا ما أمرهم به الله تعالى ؛

فعاقبهم الله بالعذاب الشديد حيث مسخهم وحوّلهم لقردة ، وهو من أشد أنواع العذاب.

فما هي قصة أصحاب السبت؟

هذه القصة ذكرت مفصلة في سورة الأعراف، قال تعالى:

﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ *

 وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * 

فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ *

 فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ [الأعراف: 163 – 166].

قبل أن نبدأ في سرد قصة أصحاب السبت،

سنذكر شيئا مهما ألا وهو:

أن الله أمر اليهود بتعظيم يوم الجمعة فاختاروا السبت مكانه متعللين بأن الله لم يخلق فيه شيئاً، لأنه بدأ الخلق يوم الأحد،

وفرغ يوم الجمعة، وهذا من تنطعهم وضلالهم وتقديم آراءهم على شرع ربهم، وقد سار النصارى على نهجهم في المعاندة والمحادة فاختاروا بوم الأحد،

لان الله بدأ الخلق فيه، فألزم الله كلا بما اختار، ووضع عليهم في ذلك الإصر والأغلال فحرم ذو العزة والجلال على اليهود العمل يوم السبت

،وحدث في يوم السبت واقعة قبيحة قام بها اليهود، فقد كانت هناك قرية من قرى بني إسرائيل مطلة على البحر،

وكان أغلب عمل اهل تلك القرية صيد السمك، وحدث لهم ابتلاء عظيم،

فكانت الأسماك تأتي كل أيام الأسبوع عدا السبت، تأتي بكثرة حتى إنه بالإمكان اصطيادها باليد.

وهذا عجيب: فالأصل أن الحلال كثير والحرام قليل، لكن لماذا نجد أحيانا أن أبواب الحرام أكثر؟

جواب هذا نجده في تتمة الآية أيها الحضور، قال تعالى ﴿ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾.

فيا ترى ماذا سيفعلون؟

هل سيرجعون إلى الله ويعلنون توبتهم ام ماذا سيفعلون؟

أصروا على اصطياد الأسماك، فحفروا الحفر ووضعوا الشباك يوم الجمعة، فإذا ذهب السبت أخرجوا الحيتان، وبالفعل فعل بعضهم هذا!،

وأخرجوا الحيتان يوم الأحد وقام بعضهم بشوائها، فانتشرت الرائحة في أنحاء القرية وتساءل الناس: من أين لكم الحوت؟

فأجابوهم بفعلتهم وأنهم فعلوا كذا وكذا.

الدروس المستفادة من قصة أصحاب السبت

هناك العديد من الفوائد والدروس التي يستفيد بها البشر من هذه القصة ، ومن هذه الدروس والعِبر :

تحمل قصة أصحاب السبت العبرة لكل البشر ؛ حيث أنزلها الله تعالى لتكون اعتبارًا بأحوال الأمم الماضية كي لا يتكرر ما فعلوه

إبراز سمات اليهود التي تشتمل على الخبث والمكر والدهاء ؛ فبدوا وكأنهم يتلونون كالحرباء ، وهي صفات مذمومة جلبت لهم الغضب الشديد من الله تعالى

الحذر من اتخاذ نفس مسالك اليهود الذين غلبت عليهم الصفات البذيئة ؛ حيث يجب مخالفتهم وعدم التشبه بهم

من الضروري أن يقوم أهل العلم والإيمان بتقديم الوعظ والنصح لغيرهم من خلال إنكار المنكرات والنهي عنها بالحكمة والموعظة الحسنة ؛ حيث أن الجدال يجب ان يكون بالتي هي أحسن

يجب كذلك الإصرار على تقديم النصح دون كلل أو ملل ؛ وذلك من أجل الحفاظ على كيان الأمة كما أمر الله سبحانه وتعالى ،

ولأن الله تعالى يدفع البلايا عن هؤلاء الذين يسعون إصلاحًا في الأرض ، وفي ذلك قال تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ”

ويستفاد كذلك من قصة أصحاب السبت أن التخذيل أو التهوين من شأن الإصلاح ليس من سمات المؤمنين ،

وقد قال الله تعالى منكرًا هؤلاء ” وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *