تعتبر السّيدة عائشة رضي الله عنها من أقرب زوجات النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى قلبه،

فقد كان عليه الصّلاة والسّلام يحبّها حبًّا شديدًا مبيّنًا عذره لربّه سبحانه في ذلك حين قال

(اللّهم هذا قسمي فيما أملك فلا تآخذني فيما تملك ولا أملك)، كنايةً عن قلبه الشّريف الطّاهر الذي لم يستطع أن يملك شغافه،

وفاة عائشة رضي الله عنها قصة وعبرة

عائشة رضي الله عنها:

 هي أمُّ المؤمنينَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصدِّيق رَضِيَ الله عنها، القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، النَّبَوِيَّةُ، زَوجَةُ النَّبِيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام،

وأَفْقَهُ نِسَاءِ االعالَمين، أبوها عبد اللّه بن أبي قُحافة عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد

بن تَيْم بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤَيّ بن غَالب بن فِهر القرشي التيمي،

صاحِبُ رَسولِ اللهِ وخليفَته، يلتقي نَسبُهُ مع رسولِ اللهِ في مرة بن كعب،

وَأُمُّهَا هِيَ أُمُّ رُوْمَانَ بِنْتُ عَامِرِ بنِ عُوَيْمِرِ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَتَّابِ بنِ أُذَيْنَةَ الكِنَانِيَّةُ.


سنة وفاتها :

فقد توفيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سنة 58 هـ وقيل سنة 57 هـ , ودفنت بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه.

حالها رضي الله عنها حين وفاتها:

حين كانت رضي الله عنها في الانفاس الاخيرة وهي زوجة النبي وحبيبته

وهي التي ابي ان يمرض في اخر ايامه إلا في بيتها عليه الصلاة والسلام

وهو الذي سئلا في يوم من الايام صلوات ربي وسلامه عليه : من احب الناس إليك ؟  قال :”عائشة.”

 قالوا ومن الرجال ؟ قال ابوها “. لم يخرج الحب من بنت وأبيها رضي الله عنهما

فإذا بالنبي يموت عليه الصلاة والسلام وهو في حضن عائشة ,

وهي قبل وفاتها رضي الله عنها العالمة الفقيهة العابدة التي كانت تصلي ساعات وساعات بأية ترددها رضي الله عنها وتبكي “

فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ,دخل عليها ابن عباس وهي تحتضر في الانفاس الاخيرة فقال لها يا ام المؤمنين

انها لحظات وتلتقين بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصحب الكرام ماهي إلا لحظات وتنجين من هذه الحياة الدنيا

وتدخلين بإذن الله عز وجل الى النعيم” فنظرت عائشة الى ابن عباس وقالت له يا ابن عباس دع عنك هذا فواله لوددت اني كنت نسيا منسيا تمنيت ان الله لم يخلقني اصلا “. 

قال تعالى :” وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ .”القضية قضية قلوب .

مكان دفن السيِّدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها:

أدرَكَت السيِّدةُ عائشةُ رضي الله عنها إمارة معاويةَ بن أبي سفيان، وعاشت آخر أيَّامِها مع آخر عهدِهِ بالإمارة؛

ففي شهرِ رَمَضانَ المُبارك لسنةِ ثمانٍ وخمسينَ من الهجرة النَّبويَّةِ الشَّريفةِ مَرِضت عائشةُ رضي الله عنها مَرَضَ الموت،

فَكانَت إذا سُئلت عن حالِها قالت: صالحة والحمد لله، ويُذكَرُ أنَّ ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه استأذن عيادتها فلم تأذن له،

فأصرَّ حتَّى ألحَّ عليها بنو أخيها فأذنت، فزكَّاها وأحسَنَ في ثَنائِها وذكَّرها بمقامِها عند رَسولِ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وما مضى من أيَّامِها،

ثمَّ ذكَّرها بما كانَ فيها من آياتِ القرآنِ الكريمِ، وبشَّرها بمقامِها عندَ ربِّها ولقاءِ الآخرة، فاستدركت تزكيته

وقالت: ” دعني من تزكيتك لي يا ابن عباس، فوددت أني كنت نسيا منسيا”.

أوصَت عائشة رضي الله عنها بأن تُدفَن في البَقيعِ مع أزواج النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام،

وماتَت رَضيَ الله عنها بعد الوتر ليلة السَّابع عشر من رَمضانَ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ للهجرة،

الموافق يونيو عام ستمائة وثمانٍ وسبعينَ ميلاديَّة،

عن عمرٍ يُناهز سبعاً وستين سنةً، ويُذكَرُ في تلكَ الليلة اجتماعُ النَّاسِ حتَّى كان اجتماعهم غير معهودٍ لليلةٍ سواها،

فصلَّى عليها أبو هُريرة رضوانُ اللهِ عليه؛ إذ كانَ والياً للمدينة حينها،

ثُمَّ دُفِنت في البقيعِ إلى جوارِ زوجاتِ النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وأنزَلها قبرَها بنو أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر،

وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن عتيق، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن الزبير رضوان الله عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *