سعد بن معاذ : قصص
هو سيد قومه ورئيس الأوس وزعيم قبيلة بني عبد الأشهل، أسلم وعنده واحد والثلاثين عامًا قبل الهجرة بعام واحد وتوفى وهو فى السابع والثلاثين من عمره.
إنه سعد بن معاذ!! فما عمل فى الأعوام الستة منذ إسلامه حتى يهتز له عرش الرحمن وتكون له تلك المكانة؟؟
نسبه:
هو :
سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبدالأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن
مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد
بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
أمه:
كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن
حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
صفاته الجسمانية:
كان سعد من أطول الناس وأعظمهم، وكان رجلاً أبيضَ جسيمًا جميلاً، حسن اللحية.
من فضائل الصحابى سعد بن معاذ:
١- (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاد).
٢- (مدح رسول الله “صلى الله عيه وسلم” مناديل سعد في الجنة).
٣- (استبشر بموته أهل السماء).
٤- (كل البواكي يكذبن إلا أم سعد).
٥- (نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد بن معاذ ما وطئوا الأرض قبل يومئذ).
٦- قالت عائشة: (ما كان أحد أشد فقدًا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من سعد).
وكل هذه الآثار ذكرها الإمام أحمد رحمه الله في كتابه فضائل الصحابة في فضائل سعد بن معاذ .
قصة إسلامه:
لما حضر الموسم حج نفر من الأنصار، فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن،
فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب
من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه،
فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير؛ إذ رجعوا إلى قومهم فدعوهم سرًّا،
وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به ودعا إليه، حتى قلَّ دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة.
ثم بعثوا إلى رسول الله أنِ ابْعَثْ إلينا رجلاً من قِبلك فيدعو الناس بكتاب الله؛ فإنه أدنى أن يتبع. فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير ،
فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة ، فجعل يدعو الناس سرًّا، ويفشو الإسلام ويكثر أهله.
ولقد أسلم سعد بن معاذ في المدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير، ولما أسلم سعد قال لبني عبد الأشهل:
كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تسلموا. فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام، وشهد بدرًا وأُحدًا والخندق.
جهاده :
جهاد سعد بن معاذ كان سعد بن معاذ رضي الله عنه من قادة المدينة و زعيماً للأوس ، يحب الجهاد و يتمنى الشهادة ،
و لقد حضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر الكبرى ، و في غزوة بدر ،
أخبر النبي اصحاب بدر أن العير قد نجت و أن قريشاً قد خرجت للقتال ، فما رأيهم ،فأجاب المهاجرون برغبتهم في القتال ،
ولم يتكلم الأنصار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أشيروا علي أيها الناس.
فقال سعد بن معاذ (والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قَالَ : أَجَلْ ، قَالَ : فَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ ،
وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ ،
وَأَعْطَيْنَاكَ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، فَامْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَا أَرَدْتَ ،
فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ ،
مَا تَخَلَّفَ مِنَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ ، وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوَّنَا غَدًا . إِنَّا لَصُبُرٌ عِنْدَ الْحَرْبِ ، صُدْقٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ،
لَعَلَّ اللَّهَ يُرِيكَ مِنَّا مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ،
فَسِرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ و في غزوة بدر أشار سعد بن معاذ رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يبني له عريش يكون مقراً له في قيادة المعركة و يقوم بحراسته نفر من المسلمين،
وإذا انهزم المسلمون عاد إلى المدينة ففيها رجال يقومون بالدفاع عنه وحمايته ونصرته.
ولقد وقف سعد بن معاذ مع الرجال الذين يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكره رضي الله عنه للمسلمين أن يأسروا بل عليهم أن يثخنوا في القتل قبل الأسر
حتى لا يقوى العدو على المقاومة فيما بعد و في غزوة الخندق علم رسول الله أن بني قريظة
قد نقضت العهد وتحالفت مع الأحزاب لطعن المسلمين من الخلف وخيانتهم.
فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ إلى قريظة يستطلع الخبر و يتأكد من صدقه و دقته ،
فذهب سعد بن معاذ إليهم فكلموه كلاماً بذيئاُ و انكروا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقال لهم : و إنكم قد علمتم الذي بيننا و بينكم يا بني قريظة و انا خائف عليكم مثل يوم بني النضير أو أمر منه ،
فقالوا: أكلت أيرابيك، فقال: غير هذا من القول كان أجمل بكم وأحسن.
استشهاد سعد بن معاذ :
خرج سعد بن معاذ رضي الله عنه يوم الأحزاب يلبس درعاً ضيقاً لا يستر ذراعيه و بينما يتراشق المسلمون والأحزاب بالنبال
إذ أصاب رجل من المشركين يقال له ابن العرقة سعداً بن معاذ بسهم في أكحله
فنزف جرحه رضي الله عنه فحسمه الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار ،
فانتفخت يده فحسمه ، فانتفخت مرة أخرى فحسمه ، فلما رأى سعد بن معاذ لك قال:
اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة ،
فما قطر جرحه قطرة حتى نزلوا على حكم سعد رضي الله عنه ،، وبعد أن حكم سعد في بني قريظة قال :
اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إليأن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه ،
اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فإن كان بقي من حرب قريش شيئاً فابقني له حتى أجادلهم فيك ،
وإن كنت وضعتى الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها ، فانفجرت من من قبلكم ،
فإذا سعد بن معاذ جرحه ينزف دماً فمات على أثره روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى بإسناده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما
قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اهتز العرش لموت سعد بن معاذ
و اهتزازا العرش المقصود به هنا فسره ابن حجر في كتابه فتح الباري
بقوله (والمراد باهتزاز العرش استبشاره وسروره بقدوم روحه ، يقال لكل من خرج بقدوم قادم عليه اهتز له،
و منه اهتزت الأرض بالنبات إذا خضرت وحسنت ،
ووقع ذلك من حديث عمر عند الحاكم بلفظ: (اهتز العرش فرحاً به ، وقبل المراد باهتزاز العرش
اهتزاز حملة العرش ، ويؤيده حديث : أن جبريل قال: من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء واستبشر به أهلها
المواقف :
١- موقفه في الدعوة إلى الله.
٢- موقفه في الجهاد في سبيل الله.
٣- موقفه في الذب عن عرض رسول الله “صلى الله عليه وسلم”.
٤- موقفه في البراءة من الموالي والأولياء من دون الله.
أما موقفه الأول فموقفه في الدعوة إلى الله؛ فإنه لما أسلم
قال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تُسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام.
وأما موقفه في الجهاد في سبيل الله فقد شهد بدرا وأحدا والخندق .
وقال يوم بدر قولته المشهورة التي سرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تزل هذه المقولة تسر كل مؤمن يقرأها ؛
قال : والله لكأنك تريدنا يارسول الله قال أجل.
قال سعد: ( فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئته به الحق وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة
فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بِنَا هذا البحر
لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بِنَا عدونا غدا إنَّا لصُبُر عند الحرب
صُدُق عند اللقاء لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك ).
وأما موقفه في الذب عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك وهو على المنبر
يا معشر المسلمين من يعذرني في رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا
ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي ؛ فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال
يارسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فعلنا أمرك ).
وأما موقفه في البراءة من الموالي والأولياء من دون الله : فإن بني فريضة كانوا حلفاء للأوس قبل الإسلام
فجعل رسول الله الحكم فيهم لسعد ؛
فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي النساء والذرية وقسمت أموالهم ؛ فقال رسول الله لقد حكمت بحكم الله …
قواسم مشتركة
وإن المتأمل لهذه المواقف يرى فيها قواسم مشتركة واضحة جلية وهي :
١- تقديم محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم على كل محبة.
٢ – علو الهمة والمبادرة إلى الخيرات.
٣- القوة في الحق والاعتزاز بدين الله.
٤- البراءة من أعداء الله.
٥ – السعي الحثيث لخدمة دين الله في كل مجال.