قد يُخيّلُ إليك أنها أكذوبة أو قصة من الخيال ، لكنّها حقيقة ثابتة بالأسانيد الصحيحة في كتب الرجل العدول.
فمن هو الصحابي الذي شرب السُمّ ولم يُصبه أي شيء؟ -إنه سيف الله، خالد بن الوليد -رضي الله عنه-.
بعدما انتصر المسلمون بقيادة خالد بن الوليد في معركة اليمامة، انطلق مع جنده نحو مكان بين الحيرة والنهر،
فأخذ أهلها يُلقونه بالحجارة حتى نفدت.
فقال أحد الصحابة لخالد: لقد نفدت حيلهم .
فبعث إليهم خالد رضي الله عنه- ابعثوا إليّ أحد رجالكم يخبرني عنكم، فأرسلوا إليه رجلا عجوزا اسمه عبد
المسيح بن عمرو بن قيس ، فأقبل إلى خالد، وفي يده سُم من يأخده يموت فورا لخطورته.
فقال له خالد: ماذا تحمل معك ؟
فقال العجوز : إنّه سُم.
فأجابه : وما تصنع به؟
فقال له :”أتيتك فإن رأيت منك صفحا عنا حمدت الله ، وإن رأيت أنك غائرا علينا آكله وأستريح .
فقال له خالد رضي الله عنه : هاته
فأخذه وقال:”بسم الله وبالله رب الأرض ورب السماء الذي لا يضر مع اسمه داء”
ثم شربه ، فأحس حُرقة ، فضرب بكفّه على صدره ثم تصبّب عرقا وأفاق كأنه لم يصبه مكروه.
فعاد عبد المسيح مستغربا ، فقال لقومه ، جئتكم من عند شيطان أكل سما قاتلا فلم يضرّه، اخرجوا
فصالحوهم على مائة ألف.
ففُتحت الحيرة بدون قتال ولا عراك ولكن بقوة توكل خالد بن الوليد رضي الله عنه على ربّه.
معجزة خالد رضي الله عنه
لمّا أقدم خالد رضي الله عنه على شرب السُمّ كان على يقين تام وإيمان جازم بأنّ الله العظيم القدير لن يخذله ،
وهو وحده القادر على أن يُعطّل مفعول السمّ إذا أراد .
كما أن خالدًا حينما أقدم على شرب لم يخف قلبه لم يبحث عن سمعة أو رياء .
لذلك لم تحرق النّار إبراهيم عليه السلام،موسى عليه السلام لم يُغرقه البحر وهو رضيع،ومريم عليها السلام
أنجبت عيسى بلا زوج أو جماع.
اعتقاد أهل السنّة في المعجزات
أهل السُنة يعتقدون أنّ الله اختصّ بعض عباداته بمعجزات ، لغاية يعلمها الله وحده ،وليُثبّت الذين آمنوا
ويُؤيّدهم بنصره.
تنبيه
لا بُدّ من التنبيه على أنّه لا يجب خوض التجربة التي خاضها خالد بن الوليد رضي الله عنه لأنّ إيمان خالدا ليس
كإيمان الواحد فينا اليوم .
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)} [الكهف : 1-5]