في ما مضى، كان ببغاوان أحمرا الصّدر فتیان يعيشان في غابة أشجار القطن الأحمر، وكان يعيش في شمالي الغابة ذاتها خمسمائة خارج على القانون، بينما كان يعيش في جنوبيها خمسمائة ناسك.. في يوم، بينما كان الببغاوان يتدربان على الطيران، هبت ريح عاصفة حملت معها ببغاء أحمر منهما نحو قرية الخارجين على القانون في شمالي الغابة، ربّى الخارجون على القانون الطائر وأسموه (القلب – المقاتل)… أما الطائر الآخر، فقد حملته الريح نحو أجمة مغطاة بالورود، بالقرب من أديرة النساك.
ربّي النساك أيضا الطائر وأسموه (القلب – الوردة) .
في صباح يوم، خرج ملك هذا البلد في رحلة صيد لقنص الأيائل، في غابة أشجار القطن الأحمر، لم يطل الوقت حتى لمح الملك أيّلاً صغيراً جميلاً، لكن لسوء الحظ، وقبل أن يرميه بسهم، فرّ الأيل هارباً بجلده.. حلّ الظهر، ولم يكن الملك قد عثر على الأيل بعد. وأخيرا، قرر العودة إلى القصر.
في طريق العودة، توقف الملك عند جدول قریب مین قوية الخارجين على القانون. كان متعبا جدا حتى أنه نام تحت ظل شجرة.
في الوقت عينه، كان الخارجون على القانون على وشك مغادرة قريتهم، تاركين (القلب – المقاتل) وطباخا لحراسة القرية.. ما إن غادروا حتى طار (القلب – المقاتل) تاركاً القرية ليسلي نفسه، فحدث أن رأي الملك نائما تحت الشجرة.
طار الببغاء عائدا في الحال إلى القرية وأخبر الطباخ قائلا : رأيت الملك نائماً تحت شجرة قرب الجدول، برفقة سائق العربة فقط. يمكننا أن نقتله بسهولة وأن نستولي على كل ما يملك.. تبع الطباخ الببغاء ذا الصدر الأحمر، لكنه عندما رأى الملك النائم، شعر بالتوتر ولم تطاوعه نفسه على قتله… عندما رأى (القلب – المقال) هذا المشهد، غضب وراح يشتم الطباخ.
وبينما هما يتجادلان، استيقظ الملك وسمع الجدال الدائر بين الطباخ والببغاء، فانتابه القلق في الحال، وعرف أن المكان لم يعد امناً، فأمر سائقه بالانطلاق بعيدا. عندما رأى (القلب – المقاتل) عربة الملك تنطلق بسرعة صاح: ناد الخارجين على القانون، اتبع المليك واقتله! .. حين كان (القلب – المقاتل) يصرخ ، كان الملك قد وصل إلى أديرة النساك، في هذا الوقت، كان جميع النساك قد خرجوا لجني الفواكه في الغابة . وحده (القلب – الوردة) كان يحرس الأديرة. وعندما راى الملك، خرج يحييه بألطف کلمات الترحيب، وقدم له الفواكه والماء المنعش.
كان الملك سعيدا للغاية من تصرف (القلب – الوردة)، وقال: هذا الببغاء ذو الصدر الأحمر أخلاقه عالية، بينما الآخر حقير وقاتل من صمیم قلبه.. عند سماعه هذا الكلام، أخبر(القلب – الوودة) الملك أنه و(القلب – المقاتل) أخوان. ولسوء الحظ، حملت الريح كلا منهما إلى جهة مختلفة. وأنه في حين كان (القلب – المقاتل) يكبر وسط الخارجين على القانون الأشرار، كان هو يكبر وسط النساك المستقيمين. لذلك، كان لكل منهما صفاته الخاصه به.
في الوقت الذي كان ‘القلب – المقاتل) يتعلم كيف يخدع، ويسرق، ويقتل، كان (القلب – الوردة) يتعلم حقيقة الوجود، وكيف يعيش عيشة متواضعة، وأن يقوم فقط بالأعمال الحسنة في الحياة. إضافة إلى هذا كله، قال للملك: لو أن الأسماك المتعفنة غطيت بأوراق النبات المعطر، فإن رائحة النبات ستكون كريهة منفرة. بينما إذا غطي خشب الصندل بالأوراق، فإن هذه الأوراق ستصبح معطرة. ذلك أن الفرد يصبح صالحا أو طالحا تبعا لمن يعاشر من الأصدقاء.