هل تعلم أين وكيف مات موسى عليه السلام ولماذا ضرب ملك الموت وفقأ عينه..؟

إنّ الأنبياء والرسل هم بشر اصطفاهم الله -تعالى- وفضّلهم على جميع العالمين، ثمّ فضّل الله بعض الأنبياء على بعض،

كما فضّل الرسل على الأنبياء عليهم السّلام، حيث فرّق العلماء بين الرسول والنبي،

فقالوا إنّ الرسول هو من أُرسل بشريعة لقوم كافرين،

أمّا النبيّ فهو الذي بُعث إلى قومٍ يؤمنون بشريعة رسول أُرسل من قبله ليحكم بين الناس ويعلّمهم،

كما فضّل الله -تعالى- أولي العزم من الرسل، وهم: محمد، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح عليهم الصلاة والسلام،

قال الله تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ

لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)،

ويكون تفضيلهم بما آتاهم الله من الوسائل وأعطاهم من الفضائل، ففضّل موسى -عليه السلام- بكلامه،

وفضّل نوحاً بأن جعله أول رسول للناس، وإبراهيم بأنّه خليل الله، وعيسى كلمة الله،

وفضّل محمّد بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

موسى عليه السلام

ذكر الله سبحانه قصة نبيه موسى عليه السّلام في مواضع كثيرة ومُتفرّقة من القرآن الكريم،

وقد تضمّنت قصته عليه السّلام الكثير من الأحداث والمواقف المليئة بالحِكم والعِبر التي بإمكان المُسلم الاستفادة منها في حياته،

منها المداومة على ذكره سبحانه في جميع الظروف والأحوال، وأنّ الله سبحانه إذا أراد أمراً هيّأ له أسبابه ويسّر له وسائله،

وأنّ الأخيار من الناس يقفون إلى جانب المظلوم من النّاس ويُؤيّدونه بالنصر والعون،

وأنّ الدّعاة إلى الحقّ يحتاجون إلى إيمان عميق لمُقاومة أهل الباطل

اسمه ونسبه

هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام،

وأمه هي يوخابد، واسم امرأته صفورا بنت شعيب عليه السلام.

ولادته

ولد نبي الله موسى عليه السلام في وقت أصدر فيه فرعون قراره بقتل من يولد لبني إسرائيل من الذكور،

فتربّى عليه السلام في دار فرعون، ونشأ على فراشه، وغُذِّي بطعامه وشرابه،

إذ حملت به أمه فأنكرت حملها على الناس خوفاً عليه،

ولم يكتشفها أحد حتى وضعته، وقد كان جند فرعون يجوبون على بيوت المدينة ليطّلعوا على التزام النساء بالأمر الصادر عن فرعون،

فخشيت أم موسى أن يصل الجند إلى ابنها ويقتلوه، فألهمها الله حينها أن تقذفه في اليمّ بعدما تُؤمّنه بتابوت خشبيّ،

وساقه الله إلى قصر فرعون، إذ وقع بيد امرأة فرعون التي لم تكن تُنجب، فطلبت من زوجها أن يمكث عندهما

ويكون ابناً لهم، فنشأ وتربّى في قصر فرعون حتى كلَّفه الله بالرّسالة.

طفولة موسى

موسى هو نبيّ من أنبياء بني إسرائيل أُرسل إلى فرعون وقومه، ويرجع نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام،

وُلد موسى -عليه السلام- في وقتٍ تمادى فيه فرعون بظلمه وفساده وبالأخص ظلمه لبني إسرائيل،

وقد زاد ظلمه عندما أخبره كاهن عن ولادة مولود في بني إسرائيل يُنهي ملك فرعون،

ممّا أدّى إلى غضب فرعون وذبح أطفال بني إسرائيل واستحياء نسائهم، وفي ظل تلك المعانة جاء المخاض لأم موسى،

فكتمت أمر ولادته خوفاً عليه من القتل، فألهمها الله أن تضع الرضيع في صندوق وتُلقيه في النهر عسى أن يقع في أيدٍ أمينة،

فانتهى به المطاف إلى قصر فرعون، وما أن رأته زوجة فرعون حتى جعل الله محبته في قلبها،

وقالت لا تقتلوه نريد أن نأخذه ولداً لنا، وأردت أنّ تُرضعه فأحضرت له المُرضعات،

ولكنّ الله حرم عليه المراضع فلم يقبل بأي واحدةٍ منهنّ،

حتى جاءت أخته فقالت لهم: (أنا أدلّكم على من يُرضعه لكم)، وطلبت من أمّه أن تأتي لترضعه، فردّه الله إلى أمّه وقرّت عينها به.

موسى عليه السلام وقومه

بعد نجاة نبي الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وقومه وعبورهم البحر مرّوا على قوم يعبدون الأصنام،

فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهًا كما لهؤلاء القوم، قال الله سبحانه:

(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ, إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

ثم ما لبثوا بعد أن ذهب موسى عليه السلام لتكليم الله سبحانه أن جمعوا ما يملكون من حُليّ فصنع لهم السامريّ منها عجلاً جسداً له خوار،

فقاموا بعبادته من دون الله زاعمين أنّ هذا إلههم وإله موسى، ولما رجع نبي الله موسى عليه السلام غضب لما وجد قومه عليه،

فأخذ العجل وحرقه ثم رماه في البحر، وعرّفهم بالله سبحانه الذي يُتوجَّه إليه بالعبادة والشكر على ما أنعم به على عباده من نعمة الهداية ونعمة النّجاة من فرعون.

صُحُفُه

أنزل الله سبحانه على نبيه موسى عليه السلام التوراة، وقد سمّاها الله بالصُحُف، قال الله عزَّ وجلّ:

(إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)،

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ الصُحُف غير التوراة، أما عمّا كانت تحتويه صحف موسى فقد روى الصحابيّ الجليل أبو ذر أنّه قال:

(قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ فما كانت صحفُ موسى؟ قال: كانت عِبَراً كلُّها، عجِبْتُ لِمَن أيقَن بالموتِ ثمَّ هو يفرَحُ،

وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالنَّارِ ثمَّ هو يضحَكُ،

وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالقدرِ ثمَّ هو ينصَبُ، عجِبْتُ لِمن رأى الدُّنيا وتقلُّبَها بأهلِها ثمَّ اطمَأنَّ إليها،

وعجِبْتُ لِمَن أيقَن بالحسابِ غدًا ثمَّ لا يعمَلُ).

هل تعلم أين وكيف مات موسى -عليه السلام- ولماذا ضرب ملك الموت وفقأ عينه..؟

وفاة سيدنا موسى_عليه_السلام ،

نصير المظلومين في تاريخ البشرية، والذي عاش عمره كله لنصرة الضعفاء،

فلا بد أن يكون محبوبًا بشدة بين الضعفاء والمظلومين ومحبي الحرية.

هو قائد صنعه الله ليزيل الظلم ويحول أمة من مستضعفين إلى أعزة منتصرين لعلنا قبل أن نتحدث عن وفاته وقبره

نتذكر لحظات من حياته، نبدأ بلحظة أن ألقته أمه في اليم وقلبها يملؤه الخوف،

إذ قال الله: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ” سورة القصص آية 7.

ثم من بعد ذلك: “فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَنًا” سورة القصص آية 8.

لعلنا نذكر بعد ذلك قوله تعالى: “فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا …” سورة القصص آية 13،

فأم موسى عظيمة القدر على الله. ونذكر أيضاً أنه تربى في بيت فرعون وكان له أن يعيش باسم الأمير موسى، إلا أنه اختار أن يحمل الرسالة

وما اختار الدنيا بقصورها ومفاتنها وإنما اختار الله تعالى حيث قال الله تعالي في سورة القصص

” وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ”

رُوي في صحيح البخاري حديث وفاة موسى عليه السلام، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(أُرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه…- وربما تعجب البعض من هذا الحديث،

إلا أن ملك الموت قد جاءه في هيئة رجل عادي وهو قائم بين بني إسرائيل يعمل بكد بعد أن حُكم عليهم بالتيه أربعين سنة،

فقد تمنى موسى أن يستكمل الأربعين سنة ويدخل بهم القدس ليستكمل رسالته لله تعالى.

لم يعرفه سيدنا موسى حين جاءه في هذه الصورة، بل ظنه من بني إسرائيل الذين طالما خرج منهم أغوياء – فرجع –أي ملك الموت- إلى ربه،

فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: ارجع إليه، فقل له يضع يده على متن ثور،

فله بما غطت يده بكل شعرة سنة –وهنا عرفه سيدنا موسى

هذه المرة لأنه جاء في صورته الملائكية- قال : أي ربِ، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *