الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

  فإن كنتِ قد عُقِد لك على هذا الرجل العقد الشرعي، فقد أصبحتِ بذلك زوجة له؛ فيحلّ له منكِ ما يحلّ للزوج من زوجته؛ فلا حرج عليه في أن يتواصل معك من خلال الهاتف، أو غيره، وأن يلمس جسدك، أو يراكِ من خلال الفيديو، أو دون واسطة؛ فلا إثم عليكما في ذلك كله. وقد أوضحنا فيهما أنه ينبغي أن يراعى ما يكون من عُرْف، أو شرطٍ في تأخير الدخول.

  والرؤية عبر الفيديو لا نقول: إنها محرمة، ولكن لما كانت هذه الأجهزة قد تكون عرضة للاختراق؛ فينبغي أن تتّخذ الاحتياطات، والابتعاد عن الرؤية من خلالها، إن لم يوجد من البرامج ما يجعلها مأمونة من الاختراق. وهذا كله فيما إن كان العقد قد تمّ.

ولكن إن كان الأمر مجرد خِطْبة، فلا تزالين أجنبية على خاطبك، فلا يحلّ له معكِ شيء مما ذكر بكل حال، وحينئذ تجب التوبة من ذلك كله. ولمعرفة شروط التوبة،

 بقي أن نبيّن أنه ينبغي المبادرة لإتمام الزواج ما أمكن؛ لأن الزواج من الخير، وفيه كثير من مصالح الدنيا والآخرة، والآجال معدودة، والعوارض كثيرة، وقد قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}. وللفائدة،

 والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *