تعرف على خطورة عقوق الوالدين في الإسلام، وأثره على حياة الفرد والمجتمع، مع نصائح عملية للبر والإحسان بالوالدين لتنال رضا الله وبركة العمر.
إن من أعظم الحقوق التي أوجبها الله تعالى على الإنسان بعد حقه سبحانه، حق الوالدين اللذين كانا سبباً في وجوده ورعايته. وقد جاء الإسلام مؤكداً على برّ الوالدين والإحسان إليهما، وجعل ذلك عبادة عظيمة تقرّب العبد من ربه. وفي المقابل، حذّر أشد التحذير من عقوق الوالدين، واعتبره كبيرة من الكبائر التي تهدم الحسنات وتستجلب العقوبات في الدنيا والآخرة.
معنى عقوق الوالدين
العقوق لغةً مأخوذ من “القطع”، أي قطع ما يجب من البر والطاعة. أما شرعاً فهو كل قول أو فعل يتضمن إيذاء الوالدين أو إغضابهما بغير حق، سواء كان ذلك بالإهمال أو بالسبّ أو بالعصيان أو بترك النفقة أو غيرها من صور الجحود.
مكانة برّ الوالدين في الإسلام
لقد قرن الله عز وجل طاعته ببرّ الوالدين في أكثر من موضع بالقرآن الكريم، فقال:
﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36].
هذا الربط يوضح عظمة حق الوالدين ومكانتهما، حيث لم يذكر الله تعالى حقاً بعد حقه إلا حقهما، ليدل على أن برّ الوالدين سبيل إلى الجنة، وعقوقهما سبب للحرمان والشقاء.
صور عقوق الوالدين
تتنوع صور العقوق، ومن أبرزها:
رفع الصوت عليهما أو مجادلتهما بحدة.
إهمال خدمتهما عند الحاجة أو ترك رعايتهما في الكبر.
التأفف من طلباتهما أو إظهار الضجر.
تفضيل الزوجة أو الأصدقاء على حساب برّهما.
القطيعة الطويلة وعدم السؤال عنهما.
كل هذه المظاهر وغيرها تدخل في مفهوم العقوق، وقد تكون سبباً في غضب الله تعالى.
خطورة عقوق الوالدين
- من كبائر الذنوب
النبي ﷺ عدّ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، فقال: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين…» [متفق عليه].
- حرمان البركة
عاق الوالدين لا يُبارك له في عمره ولا في ماله، بل يعيش في ضيق وكدر ولو امتلك الدنيا كلها.
- سرعة العقوبة
ورد أن عقوق الوالدين من الذنوب التي يُعجّل الله عقوبتها في الدنيا قبل الآخرة، فيفقد العاق سكينة القلب، ويُبتلى بالمصائب.
برّ الوالدين بعد وفاتهما
لا ينتهي البرّ بموت الوالدين، بل يستمر بالدعاء لهما، وتنفيذ وصاياهما، وصلة أرحامهما، والتصدق عنهما. فالبرّ المتواصل دليل على صدق المحبة والوفاء.
كيف نتجنب عقوق الوالدين؟
تذكّر دائماً أن رضاهما من رضا الله، وغضبهما من غضبه.
تحمّل مشاق خدمتهما كما تحملا مشقة تربيتك.
قدّم لهما وقتك واهتمامك قبل المال والهدايا.
اجعل الدعاء لهما عادة يومية.
لا تفضّل أحداً عليهما مهما كانت الظروف.
أثر برّ الوالدين على الفرد والمجتمع
برّ الوالدين يجلب الطمأنينة والرضا في القلب، ويزرع الرحمة في المجتمع، ويؤسس لأجيال تتربى على الوفاء والعرفان. بينما عقوق الوالدين يهدم القيم ويؤدي إلى التفكك الأسري وفساد المجتمع.
خاتمة
إن برّ الوالدين طريق إلى الجنة وسبب في سعة الرزق وطول العمر، بينما عقوقهما سبب في غضب الله وضيق العيش. فلنحرص جميعاً على البرّ والإحسان والوفاء.
لمزيد من المقالات المفيدة يمكنك زيارة موقعنا: tslia.com
، حيث تجد مواضيع تعزز القيم الإسلامية وتغذي الروح.