من أعظم ما تميزت به سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو زواجه المبارك من عدد من النساء اللواتي كنّ قدوة للأمة الإسلامية، حيث لقبهن القرآن الكريم بـ”أمهات المؤمنين”، تكريمًا لمكانتهن ورفعًا لقدْرهن. لم تكن زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم بدافع شخصي أو مادي، بل كانت لحِكم عظيمة ومقاصد سامية، منها الدعوة، والتربية، وتقوية الروابط الاجتماعية، ونشر تعاليم الإسلام.
السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
أول زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وأم أولاده، باستثناء إبراهيم. كانت سيدة شريفة كريمة، اختارت النبي زوجًا بعد أن رأت صدقه وأمانته. وقفت إلى جانبه في بداية الدعوة، فكانت سندًا قويًا له. لم يتزوج الرسول غيرها في حياتها، فظلت في قلبه حتى بعد وفاتها.
السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها
تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة، وكانت امرأة مؤمنة كريمة، وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها حبًا في إرضاء النبي.
السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها
ابنة الصديق أبي بكر رضي الله عنه، أحبها الرسول صلى الله عليه وسلم حبًا عظيمًا، وكانت أفقه نساء الأمة وأعلمهن. روت عن النبي أحاديث كثيرة، فكانت مصدرًا مهمًا في نقل سنته.
السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها
ابنة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد استشهاد زوجها في معركة بدر. عُرفت بورعها وحرصها على حفظ القرآن الكريم.
السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها
لُقبت بـ”أم المساكين” لكثرة إحسانها للفقراء والمحتاجين. لم يمكث النبي معها طويلًا إذ توفيت بعد زواجه منها بفترة قصيرة.
السيدة أم سلمة (هند بنت أبي أمية) رضي الله عنها
كانت مثالًا في الحكمة والرأي السديد. عُرفت بموقفها العظيم يوم الحديبية حين أشارت على النبي برأي حكيم ساعد في تهدئة الصحابة.
السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها
كانت من السابقات إلى الإسلام، وزواجها من الرسول جاء بأمر من الله تعالى ليبطل عادات الجاهلية المتعلقة بالتبني.
السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
بزواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم أسلم قومها جميعًا، وكان زواجها سببًا في عتق مئات الأسرى.
السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها
كانت من أصل يهودي، أسلمت واختارها النبي زوجة، فأكرمها ورفع مكانتها.
السيدة أم حبيبة (رملة بنت أبي سفيان) رضي الله عنها
ابنة زعيم قريش أبي سفيان، أسلمت وثبتت على دينها رغم معارضة والدها، فتزوجها الرسول إكرامًا لها.
السيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها
آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تعرف بالتقوى والكرم.
الحكمة من تعدد زوجاته
لم يكن تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لأجل شهوة أو متاع دنيوي، بل لحِكم شرعية ودعوية واجتماعية، منها تعليم النساء أمور دينهن، ونشر العلم، وتقوية الروابط بين القبائل، واحتواء الأرامل والضعيفات.
خاتمة
إن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هن قدوة للنساء جميعًا، بما قدمنه من صبر، وعلم، ودور عظيم في نشر رسالة الإسلام. وحقٌّ على الأمة أن تكرم سيرتهن، وأن تعتبرهن نموذجًا للطهر والإيمان.
موقع: tslia.com – اقتدِ بأمهات المؤمنين، تجد في سيرتهن نورًا يضيء حياتك.