الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك في أن الأب مسؤول عن أهل بيته، وأنه يجب عليه تعليمهم، وتأديبهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر؛ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: علموهم وأدبوهم.

وقال مجاهد: علموهم ما ينجون به من النار.

وفي حديث الصحيحين عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والرجل راع في أهله، ومسؤول عن رعيته.

قال ابن عبد البر: فواجب على كل مسلم أن يعلم أهله ما بهم الحاجة إليه من أمر دينهم، ويأمرهم به، وواجب عليه أن ينهاهم عن كل ما لا يحل لهم، ويوقفهم عليه، ويمنعهم منه، ويعلمهم ذلك كله. اهـ.

وقال النووي: باب وجوب أمره أهله، وأولاده المميزين، وسائر من في رعيته بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن المخالفة، وتأديبهم، ومنعهم من ارتكاب مَنْهِيٍّ عَنْهُ. اهـ.

ويختلف أمر المسؤولية في الكبير من الولد عن الصغير منهم، فيما يتعلق بالتأديب بالضرب، فمن العلماء من منع من ضرب البالغ، ومنهم من أجازه

ولا شك في أنه في الحالات التي يجوز فيها الضرب، يجب أن تراعى الضوابط الشرعية. وينبغي تحري الرفق في الإصلاح ما أمكن، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، كما ثبتت بذلك السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *