الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي المسارعة إلى اعتبار أن تأخر الزواج بسبب سحر أو عين أو نحوهما، فليس هذا بلازم، بل قد يكون ذلك راجعا إلى بعض العوائق الأخرى الكثيرة، فلن يحدث شيء قبل وقته المقدر فيه، قال تعالى: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب:38}.
والزواج رزق من الأرزاق يأتي المسلم ما كتب له منه، ومن أهم ما ننصح به هنا كثرة الدعاء، فالخير كله بيد الله عز وجل، فتضرعي إليه وسليه التوفيق، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
ودعاء الوالد ـ أما كان أم أبا ـ لأولادهما مستجاب، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن، لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.