هل أكل لحم الحمار الوحشي حلال أم حرام؟ وما هو الأساس المتبع لتحريم لحوم الحيوانات؟

الحمر هي جمع ومفرده: حمار، وهي نوعان: أهليّة، ووحشيّة، فأمّا الحمر الأهليّة فهي الإنسيّة والمستأنسة، والتي يربّيها النّاس، وتعمل على حمل أثقالهم، قال سبحانه وتعالى:” والخيل ‏والبغال والحمير لتركبوها وزينة “، النحل/8، قال الإمام المناوي في فيض القدير:” الحمر ‏الأهليّة هي التي تألف البيوت، ولها أصحاب ترجع إليهم، وهي الإنسيّة ضدّ الوحشيّة “، وأمّا ‏الحمر الوحشيّة فهي التي تعيش في البراري والصّحاري، ولا تكون مملوكةً لأحد ما، وليس لها أهل ‏ترجع إليهم.‏
يجوز للمسلم أكل لحم الحُمر الوحشيّة، ويحرُم عليه الأكل من لحوم الحُمر الأهليّة، وقد كانت الحُمر الأهليّة مباحةً أيضاً في أوّل أمر الإسلام، ثمّ حرّمها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يوم خيبر، ودليل ذلك ما ورد عنه في صحيح البخاري عن الصحابي أبي ثعلبة رضي الله عنه، حيث قال: (حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ)، وقال ابن قدامة -رحمه الله- في ذلك: إنّ أكثر العلماء يرون تحريم الحُمر الأهليّة، حيث قال أحمد: إنّ خمسة عشر صحابيّاً من صحابة رسول الله -رضي الله عنهم- كرهوها، وقال ابن عبد البرّ بعدم وجود خلافٍ بين العلماء على تحريمها.
وأما الأساس المتبع لتحريم الحيوانات فهو كل ما نص الشرع على حرمته بعينه كالحمار الأهلي والخنزير، أو جنسه ككل ما يفترس بنابه من السباع كالأسد، والذئب، والفيل، والكلب.
ويحرم من الطير ما كان ذا مخلب أي ظفر يفترس به كالعقاب، والبازي، والصقر.
ويحرم ما كان خبثه معروفاً كالفأرة والحشرات.
أو كان خبثه عارضاً كالجَلَّالة وهي الحيوانات التي تتغذى بالنجاسة، فيحرم أكل لحمها حتى تحبس، وتعلف الطاهر، ويغلب على الظن طهارتها.
أو كان معروفاً بأكل الجيف كالغراب.
أو كان متولداً بين حلال وحرام كالبغل فهو من أنثى خيل نزا عليها حمار وقيل إنه يتبع لأمه.
ويحرم أكل ما أمر الشارع بقتله كالحية والعقرب، أو نهى عن قتله كالنملة والنحلة ونحوها.
ويحرم أكل ما ذكر عليه اسم غير الله، أو ذبح لغير الله ويسمى فسقا، قال تعالى: أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ. {الأنعام:145}.
وتحرم الميتة التي لم تذك ويدخل فيها كل ما مات بالخنق، أو بضرب الرأس، أو بالصعق الكهربائي، أو بالتغطيس في الماء الحار، أو بالغاز الخانق فهو حرام لا يجوز أكله، لعدم ذكاته ولأن الدم في هذه الحالات يحتقن باللحم فيضر الإنسان أكله.
وااله أعلم.

شكرا لك على قراءتك العطره جزاك الله كل خير لطفا لا تنسى مشاركه الموضوع