إن طريق الوصول إلى الشهادة طريق طويل، وهذه قاعدة، لكن للقاعدة استثناء، فمن الممكن أن يستشهد شخص عمره في الإسلام قصير جداً، لكن تكون عنده رغبة حقيقية في الشهادة في سبيل الله فيموت شهيداً، عندنا في القرآن قصة سحرة فرعون الذين انتقلوا من معسكر الكفر إلى معسكر الإيمان في لحظة، ثم أصبحوا شهداء في سبيل الله، أيضاً في موقعة أحد مثال كمثال هؤلاء، رجل انتقل من الكفر إلى الإسلام في لحظة ثم أصبح شهيداً.
الأصيرم.. لقب الصحابي الجليل عمرو ابن ثابت، ويعني وفق المعجم العربي “القوة”، وهو ذات المعنى الذي أكدته حياة الأصيرم، القصيرة في الإسلام، إذ أسلم وقاتل مباشرةً في سبيل الله، فاستُشهِد في غزوة أُحد، السنة الثالثة للهجرة.
عمرو بن ثابت بن وقيش، صحابي من بني عبد الأشهل من قبيلة سعد بن معاذ، خاله الصحابي حذيفة بن اليمان، وقصته رواها كثير من كتب السنة والسيرة، خصوصاً ما يتعلق بإسلامه.
أسلم الأصيرم يوم معركة أُحد وقُتِل يومها، ولم يُصلّ صلاةً واحدةً، وعلى الرغم من ذلك قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة.
وبنو عبد الأشهل بطن من بطون الأنصار، حيث جاء في الصحيحيْن عن أنس ابن مالك رضي الله عنه، عن أبي أسيد قال قال رسول الله: “خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل”.
لما أسلم سعد بن معاذ أسلمت كل قبيلته إلا الأصيرم، تأخّر إسلامه إلى يوم أُحد، ففي يوم الغزوة وجد أن الدين الحنيف قريب إلى قلبه، فانتقل نحو المسلمين ووجدهم قد خرجوا، لِيلحق بهم ويقاتل معهم، ثم أصيب ووقع أرضاً، فاقترب الصحابة منه متسائلين: “هذا الأصيرم ما جاء به؟ قد كان كافراً! لقد تركناه وإنه لمُنكر لهذا الأمر”.
وسألوه مباشرةً: “ما الذي جاء بك أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام؟” فأجاب: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله، ثم قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابني ما ترون”.
ومات الأصيرم في اللحظة ذاتها، وكانت آخر كلماته أنه قاتل في سبيل الله، ولما نقل الصحابة ذلك إلى النبي، قال صلى الله عليه وسلم: “هو من أهل الجنة”.
في لحظة واحدة، بإيمان وصدق، انتقل من معسكر الكفر إلى الإسلام، ثم أصبح شهيداً ومن أهل الجنة ولم تتجاوز حياته في الدين الحنيف نصف يوم.
شكرا لك على قراءتك العطره جزاك الله كل خير لطفا لا تنسى مشاركه الموضوع