انتشرت الفئران بشكل كبير في حقول ألمانيا في السنوات الأخيرة، مما جعلها تتسبب في تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في البلاد.
وبحسب جمعية الزراعة الوطنية في ألمانيا، فإن “غزو فئران الحقول” أدى إلى خسارة كبيرة في المحاصيل في بعض أجزاء البلاد، وفقما ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية.
وأدى انتشار الفئران إلى خسارة ربع الأراضي الصالحة للزراعة، الأمر الذي دفع المزارعين المتضررين للمطالبة بالتعويض، بالإضافة إلى تخفيف القواعد التي تحكم استخدام المبيدات.
ووفقا لسكاي نيوز، تكاثرت الفئران بشكل كبير في جميع أنحاء ألمانيا في السنوات الأخيرة، بسبب فصول الصيف الجافة والشتاء معتدل الحرارة نسبيا.
وقال المزارعون إن الفئران حفرت أنفاقا تحت الأراضي الزراعية وأتلفت جذور المحاصيل على مدار شهور، لا سيما في مناطق مثل تورينجيا وساكسونيا، إلا أن منطقة ساكسونيا السفلى كانت الأكثر تضررا.
وفي ولاية تورينجيا الوسطى، تأثر ربع المحاصيل من انتشار الفئران، مما ألحق أضرار بالحقول تقدر بنحو 450 يورو لكل هكتار من القمح، في حين قدر مزارعون أن ثلثي دخلهم سيضيع نتيجة لذلك.
ومن بين الخيارات التي يدرسها المزارعون في محاولة للقضاء على هذه الظاهرة، عدم زراعة حقولهم في فصل الشتاء من أجل تجويع الفئران التي يبلغ طول الواحد منها حوالي 12 سم.
وبينما يقول بعض الفلاحين إن الطقس لعب دورا في قدرة الفئران على التكاثر إلى حد لم تشهده البلاد منذ السبعينيات، يلقي آخرون باللائمة على تقييد السلطات استخدام المبيدات في السنوات الأخيرة.
وفي هذا الصدد، دعت وزيرة الزراعة الألمانية جوليا كلوكنر إلى إعادة تقييم طارئة للقوانين التي تحكم استخدام مبيدات القوارض للتعامل مع ما وصفته بـ”حالة الطوارئ”.
لكن دعاة حماية البيئة يقولون إن أنواع القوارض المهددة بالانقراض، مثل الهامستر والأرانب البرية وفئران البتولا والطيور المهاجرة، تتعرض لخطر الموت نتيجة استخدام المبيدات.
وتطالب منظمات تعنى بالحيوانات بدلا من ذلك، بحظر صيد الثعالب التي يستهلك الواحد منها ما بين 3 إلى 5 آلاف فأر سنويا، إذ يقتل الصيادون الهواة ما يقدر بنحو 400 ألف ثعلب في ألمانيا كل عام.