إن غاية أمنية الموتى في قبورهم حياة ساعة، يستدركون فيها ما فاتهم من توبة وعمل صالح، وأهل الدنيا يُفرِّطون في حياتهم، فتذهب أعمارهم في الغفلة ضياعًا، ومنهم من يقطعها بالمعاصي؛ (لطائف المعارف: ص 355).
جاء في الحديث الذي أخرجه الطبراني في الأوسط بسند صحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “مرَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – على قبر دُفِن حديثًا، فقال: ((ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتَنَفَّلُون، يزيدهما هذا في عمله أحبُّ إليه من بقية دنياكم))؛ (الصحيحة:1388)، (صحيح الجامع:3518).
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
رَكْعتانِ خَفيفتانِ بِما تَحقِرُونَ وتَنفِلُونَ يَزيدُهما هذا في عملِهِ أحَبُّ إليه من بقيَّةِ دُنياكُمْ
الراوي : أبو هريرة | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3518 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (31) واللفظ له، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (7715) باختلاف يسير، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (920) مختصراً
شرح الحديث :
عندَما يَموتُ الإنسانُ يُدرِكُ قِيمةَ الأشياءِ على حقيقتِها، فيُدرِكُ أنَّ الأعمالَ الصالحةَ التي تَزيدُ ثوابَه خيرٌ له من مَتاعِ الدُّنيا كُلِّه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “رَكْعتانِ خَفيفتانِ”، يعني: قليلتانِ في القِراءَةِ والأذكارِ، “مما تَحقِرون”، أي: تَستَقِلون أجرَهما، “وتَنفِلون”، أي: تُصَلونَهما تطوُّعًا للهِ، “يُزيدُهُما هذا في عَمَلِه” وكأنَّه يُشيرُ إلى قَبرٍ قد دُفِنَ حديثًا، والمرادُ به: الميت الذي في القَبرِ، “أحَبُّ إليه”، وهذا يَحتمِلُ أنْ يكونَ المعنى: أنَّ أجرَ الرَّكعتينِ أحَبُّ إلى الميِّتِ من الدُّنيا، ويَحتمِلُ أنَّ الضميرَ للهِ تَعالى، وأنَّه يُحِبُّ ما يأتيه العَبدُ من الطاعاتِ، وأنَّه أفضَلُ لديْهِ من إنفاقِ الدُّنيا “مِن بَقيَّةِ دُنياكم”، يعني: ممَّا بَقِيَ في عُمرِها؛ وذلك لأنَّ قِيمةَ الركعتينِ في الآخِرَةِ، خَيرٌ من التمتُّع بمُتَعِ الدُّنيا كلِّها، وأحبُّ إلى اللهِ من المعاصي.
وفي الحديثِ: حَضٌّ على أعمالِ التطوُّعِ، وخاصَّةً الصَّلاةَ.
وفيه: بيانُ قِيمةِ الطاعاتِ وإنْ قلَّتْ في الدُّنيا، وعِظَمِ أجرِها في الآخِرَةِ( ).
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم