ما معنى الخيط الأبيض والأسود في قوله حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ  ؟

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ((… فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ… ))[البقرة:187]، ما هو الخيط الأبيض، وما هو الأسود، وكيف يُعرف ذلك، وخاصةً إذا كان في المدينة ضوء ويكثر فيها الضوء؟

الجواب :
المراد بذلك الصبح والليل والخيط الأبيض نور الصبح، والأسود ظلمة الليل، فإذا اتضح الفجر أمسك عن الأكل والشرب الصائم، ودخل وقت صلاة الفجر، والخيط عبارة عن الصبح والليل، فالمؤمن يأكل ويشرب إذا كان يريد الصيام حتى يتبين هذا، ولا يصلى صلاة الفريضة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وإذا ضبط ذلك بحساب الساعات على طريقة مضبوطة نفع ذلك وكفى، لكن إذا كان في محل يمكن أن ينظر الصبح؛ ينظر الصبح، سواء كان في سفر أو في البر أو كان في البوادي، أوفي القرى التي ما عندهم أنوار قد يرى الصبح بسهولة.

وقال الشيخ الشعراوى فى خواطره حول الآية الكريمة :
ويتابع الحق: { وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ } أي إلى أن يتضح لكم الفجر الصادق. وكان هناك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أذانان للفجر، كان بلال يؤذن بليل، أي ومازال الليل موجوداً، وكان ابن أم مكتوم يؤذن في اللحظة الأولى من الفجر، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” فإن سمعتم أذان ابن أم مكتوم فأمسكوا “. لكن أحد الصحابة وهو عدي بن حاتم قال: أنا جعلت بجواري خيطا أبيض وخيطاً أسود، وأظل آكل حتى أتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فقال له: إنك لعريض القفا (أي قليل الفطنة) فالمراد هنا بياض النهار وسواد الليل.

اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم