السؤال: يسأل عن علامات الساعة ويقول: إن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حدد لنا بعضًا منها وقال في ذلك: أن تلد الأمة ربتها، فما معنى هذه العبارة؟

الجواب:

أشراط الساعة كثيرة، ولكنها قسمان: قسم مطلق وجد في عهد النبي صل الله عليه وسلم وبعده، وقسم خاص يقع عند قربها وعند دنوها، أما المطلق العام فهذا النبي صل الله عليه وسلم  من أشراط الساعة، نبينا محمد صل الله عليه وسلم  هو نبي الساعة، ووجوده من أشراطها عليه الصلاة والسلام، وهكذا ما قال صل الله عليه وسلم : أن تلد الأمة ربتها، ربتها يعني: سيدتها، وفي اللفظ الآخر: ربها يعني: سيدها، ومعنى ذلك أنها تكثر الإماء والسراري، فإذا حملت من سيدها وهو مالكها فإن المولودة البنت تكون سيدة، ربة، والمولود الذكر يكون ربًا لها.. سيدًا لها، هذا معنى الحديث، يعني: تكثر السراري، يكثر الإماء، والناس يكثر تسريهم بسبب كثرة الجهاد وكثرة الغنائم فتكثر السراري بين الناس، والسيد يطأ أمته؛ لأنها ملكه مباح له، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۝ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ .. سورة المؤمنون:5-6.

 فالملك الذي هو ملكه للأمة يقال له: ملك اليمين، إذا ملكها بالغنيمة أو بالشراء أو بالورث فله أن يطأها وهي ملك اليمين، وإذا ولدت يقال للمولود إن كان ذكر: ربها وسيدها، والمولودة: ربتها وسيدتها، هذا معنى الحديث: أن تلد الأمة ربها أو ربتها، يعني: سيدتها؛ لأن بنت السيد سيدة، وولد السيد سيدًا لأمه في المعنى، والمعنى أنها تكثر السراري في الناس، وهذا من علامات الساعة، كثرة السراري وكثرة الإماء والولادة.

ومنه الحديث: أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، فهذا أيضًا من أشراطها العامة، تطاول العرب في البناء بعدما كانوا أهل خيام، بنوا البنايات وطولوها، هذا من أشراط الساعة، وقد وقع هذا، العرب تحضروا وجاهدوا وبنوا البنايات وعمروا العمائر.

أما أشراطها الخاصة القريبة منها فقد بينتها الأحاديث وهي عشر علامات:

أولها: المهدي ، رجل من أهل البيت في آخر الزمان يملك الدنيا يملك الأرض ويملؤها عدلًا بعد ملئها جورًا، وهو من أهل البيت من بني هاشم من ذرية فاطمة رضي الله عنها، جاءت فيه أحاديث كثيرة.

الثاني: الدجال، خروج الدجال في آخر الزمان يدعي أنه نبي ثم يدعي أنه رب العالمين، وقد صحت فيه الأحاديث وتواترت عن النبي صل الله عليه وسلم .

والثالث: نزول المسيح ابن مريم من السماء، عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يقتل الدجال، ويحصل به الخير العظيم للأمة، ويخرج الله به بركاتها في هذه الأرض، عليه الصلاة والسلام، ولا يقبل إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه الأديان فلا يبقى إلا الإسلام، تذهب اليهودية والنصرانية والشيوعية وغيرها، ولا يبقى إلا الإسلام في عهده عليه الصلاة والسلام.

والرابع: خروج يأجوج ومأجوج من الشرق، وهم من كل حدب ينسلون، في عهد عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم يقتلهم الله.. يميتهم الله بعد ذلك.

ثم بعد ذلك: آية الدخان، وهدم الكعبة، ورفع المصحف.. رفع القرآن من الأرض من الصدور ومن الصحف، ثم خروج الدابة دابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وإذا طلعت لا تقبل التوبة بعد ذلك من أحد.

وآخرها: نار تحشر الناس إلى محشرهم.

هذه يقال لها: الآيات الخاصة القريبة من قيام الساعة، جاءت بها الأحاديث وبينها أهل العلم. 

الإمام إبن باز رحمه الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *