فإذا تابت الزانية من الزنا، جاز الزواج منها بعد استبراء رحمها،

ومن تزوجها بنية الستر عليها، فقد أتى قربة من القربات، فيؤجر بها عند الله تعالى،

ومن ثواب الستر أن يجازى بمثله يوم القيامة، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة….. الحديث.

وتعرف قيمة ستر الله على العبد بإدراك خطورة الفضيحة في الدنيا والآخرة، ومما يدل على ذلك ما رواه الترمذي عن ابن عمر -رضي اله عنهما- قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله. وهذا فيما يتعلق بفضيحة الدنيا، وأعظم منها فضيحة الآخرة.

ومنها ما جاء في أمر الغلول، في قوله تعالى: وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ…  {آل عمران:161}.

وفي تفسير معاني التنزيل للخازن: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ـ يعني بالشيء الذي غله بعينه، يحمله على ظهره يوم القيامة؛ ليزداد فضيحة بما يحمله يوم القيامة….. اهـ.

وهذا يوضحه ما ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينال أحد منكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه: بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر… الحديث.

والله أعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *