يساعد أرملة شهريًا بمبلغ بسيط، لكن عمه متعسر، رغم أنه يعمل ولكن عمله متعسر، ولا يكفيه، هكذا احتار أحد متابعي دار الإفتاء المصرية في أمره ليرسل إلى إحدى حلقات بثها المباشر عبر الفيسبوك متسائلًا: “من الأولى بمساعدتي المالية له كل شهر أرملة أم عمي المتعسر؟”

“الأمر يرجع إلى تقدير المعطي” يجيب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فالأمر يختلف إن كان للأرملة مصدر رزق آخر أم لا، والعم هنا له مصدر رزق آخر ولكنه بسيط، ويؤكد ممدوح أن المعيار ليس فقط القرابة ولكن الأنوثة أيضًا لها معيار، فالرجل إن احتاج سيمكنه التصرف، أما المرأة فقد تنحرف أو يتم استغلالها وابتزازها.

ويقول ممدوح: أيضًا الأمر يختلف كذلك مع الرجل حين لا يكون لديه مصدر دخل، فحاله يختلف عمن له مصدر دخل، ويختلف أيضًا عن المرأة التي ليس لها مصدر دخل، فهناك عدة معايير تحكم، “الأمر يرجع لتقدير السائل بمن الأحوج والأكثر احتياجًا للمال الذي يتصدق به”.

وفي فتوى سابقة لها أكدت دار الإفتاء المصرية أن مصرف الصدقة أعم من مصرف الزكاة؛ فمصرف الزكاة خاص بالمسلمين فقط دون غيرهم؛ وهذا مأخوذ من نص الحديث: “تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ” الذي أخرجه الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، كما أنه خاص بمصارف ثمانية مخصوصة نَصَّت عليها سورة التوبة في الآية الستين، وهي قوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.

وهذا معناه أن الصدقة يمكن أن تكون للمصارف الثمانية المذكورة ولغيرهم، ويمكن أن تكون للمسلمين ولغيرهم؛ فهي لهذا المعنى أعمُّ من الزكاة