قال تعالى : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ ) يوسف/24

كان همها للمعصية ، أما يوسف عليه السلام فإنه لو لم ير برهان ربه لَهَمَّ بها – لطبع البشر – ولكنه لم يهم ؛ لوجود البرهان .

أي : لولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بها .قال أبو حاتم : ولقد همت به ، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها.”

الجواب عنه من وجهين :

الأول : أن المراد بِهَمِّ يوسف خاطر قلبي صرفه عنه وازع التقوى ،

وقال بعضهم : هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى ، وهذا لا معصية فيه ؛ لأنه أمر جبلي لا

يتعلق به التكليف ، كما في الحديث : أنه صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ، ثم يقول : ( اللهم هذا

قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما لا أملك ) ، مثال : ومثل هذا ميل الصائم إلى الماء البارد والطعام مع أن تقواه

تمنعه من الشرب والأكل وهو صائم .وقال صلى الله عليه وسلم : ( من هم بسيئة فلم يفعلها كتبت له حسنة كاملة )

الثاني : أن يوسف عليه السلام لم يقع منه الهم أصلاً ، بل هو منفي عنه لوجود البرهان .

وبناء على ما تقدم فإن معنى الآية والله أعلم أن يوسف عليه السلام لولا أن رأى برهان ربه لهم بها ،

ولكنه لما رأى برهان ربه لم يهم بها ، ولم يحصل منه أصلاً .