روى أبو هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم : – أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ما نَهَيْتُكُمْ عنْه فَاجْتَنِبُوهُ، وَما أَمَرْتُكُمْ

به فَافْعَلُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، فإنَّما أَهْلَكَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ، كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ. [وفي رواية]: ذَرُونِي ما تَرَكْتُكُمْ. وفي

حَديثِ هَمَّامٍ: ما تُرِكْتُمْ، فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ ثُمَّ ذَكَرُوا نَحْوَ: حَديثِ الزُّهْرِيِّ، عن سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ.

يقول النووي في شرحه للحديث الشريف إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أمته بأن تجتنب ما نهى عنه جملة واحدة، فلا يفعلوه

ولا يقتربوا منه، والمقصود به المحرمات، أما نهي الكراهية فيجوز فعله، ويقول النووي أن معنى قوله “ما أمرتكم به فاتوا منه ما

استطعتم” في عدة مسائل، فمنها مثلًا أنه إذا وجد ماء الوضوء لا يكفيه فيجب أن يستعمله في الوضوء ثم يتيمم بالباقي.

ومن نماذج الأسئلة المنهي عنها سؤال وجهه رجل لرسول صلى الله عليه وسلم لما نزلت آية: “ولله على الناس حج البيت من استطاع

إليه سبيلًا” فقال: أكل عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه، حتى أعاد مرتين أو ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وما يوشك أن

أقول نعم، والله لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت لما استطعتم، فاتركوني ما تركتكم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم

واختلافهم على أنبيائهم، فإذا امرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمر فاجتنبوه”.