يُعدُّ التكبير في عشر ذي الحجة من ذكر اسم الله تعالى الذي أمر به الله في القرآن الكريم في قوله: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ
اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ…} قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في تفسير هذه الآية: “الأيَّام المعلومات: أيَّامُ العَشرِ يعني: العَشر
الأُوَل من ذي الحجة”، والتُّكبير من أنواع الذِّكر، فعن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ
منَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ فأَكْثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ”
صيغة تكبيرات العشر من ذي الحجة
لا تلزم صيغة معينة للتكبير والتهليلات في العشر الأوائل من ذي الحجة، فالأمر فيه واسع، وهذا مذهب مالك، ورواية عن أحمد، وهو
قول ابن تيمية، والصنعاني، والشوكاني، وابن باز، وابن عثيمين، فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة معينة في التكبير،
وإنما ثبت عن صحابته رضي الله عنهم في ذلك عدة صيغ، وكل هذه صيغ تكبيرات العشر من ذي الحجة مكتوبة صحيحة يحل للإنسان
التكبير بها وقولها في أيام عشر ذي الحجة، وفيما يأتي كلمات صيغ التكبيرات الواردة في العشرة من ذي الحجة مكتوبة: الصيغة
الأولى: “اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً”، وهذه الصفة ثابتة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، أخرجها البيهقي في السنن الكبرى،
وصحح الحافظ ابن حجر سندها. الصيغة الثانية: “اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ”، وهذه
الصفة ثابتة عن ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه. الصيغة الثالثة: “اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللَّهُ أَكْبَرُ
وأجَلُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ” وهذه الصفة ثابتة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه.