عمل بسيط يدخلك الجنّة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أما بعد

الإنسان منذ ولادته في سير دائم ومتواصل إلى الله ، فكل سنة وكل شهر ويوم وسنة وساعة ودقيقة هو في إقبال على الآخرة وإدبار على الدنيا

يقول الرسول صلّ الله عليه وسلمّ في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :” كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل “

ويقول الله عزّ وجلّ : اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون “

فكل لحظة تمر من حياتك أنت إلى الدار الآخرة أقرب

قال علي رضي الله عنه :” إنّ الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإنّ الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكلّ منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإنّ اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.

ذكر ابن رجب الحنبلي في كتابه شرح الأربعون النووية قال قال المسيح عليه السلام :” اعبروها ولا تعمروها “

دخل رجل على الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري في بيته ، فأخذ يقلّب بصره فلم يجد له أثاثا ولا متاع ، فقال اين متاعكم ؟

قال إنّ لنا بيتا نوجّه إليه

فقال الرجل لا بدّ لكم من متاع مادمتم هاهنا

فقال إنّ صاحب البيت لا يدعنا فيه.

وإذا علمت انّك غير مخلّد في هذه الدنيا فعليك أن تجعل بينك وبين الله عزّ وجلّ خبيئة.

فالذكيّ الفطن هو من أودع الله أعمالا صالحا تكون سببا في نجاته

قال الرسول صلّ الله علبه وسلّم : ” من استطاع منكم ان يجعل بينه وبين الله خبيئة فليفعل”.

قال تعالى : “فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا “

والخبيئة هي عمل صالح تدّخره عند الله ، فإذا أودع النّاس أموالهم في البنوك فأودع أنت أعمالا صالحة عند ملك الملوك.

ركعات في جوف الليل لا يراك فيها أحد ، فقيام الليل دأب الصالحين .أو ابتسامة في وجه أخيك تزيل بها عنه غمّة ، أو صدقة سرّ تنفقها حتّى لا تعلم يمينك ما تنفق شمالك.

كل هذه الأعمال تخلص فيها لله تعالى ، حتى إذا جاءت حوالك الدهر وصعوبات الحياة رفعت يديك إلى السماء وقلت اللهم إن كنت فعلت هذا إبتغاء مرضاتك ففرّج عنيّ ماأنا فيه .

فترى رحمة الله عليك وعلى من حولك .

كما فعل أصحاب الغار الذين دعووا الله بصالح أعمالهم ، ويونس عليه السلام نجّاه الله من بطن الحوت لأنه كان من المسبيحين

قال تعالى : فلو لا أنه كان من المسبحبن للبث في بطنه إلى يوم يبعثون .” ( الصافات )

” كان “تدلّ على الماضي وعلى المواصلة والديمومة أيضا

قال تعالى و”كان الله غفورا رحيما “

فماذا لو كنت أحد هؤولاء الشباب ، هل كان لك عمل صالح تدعو الله به ليفرّج عنكم الصخرة ؟؟

فكل أنسان لا بدّ عليه أن يسعى لإّدخار خبيئة ووديعة عند الله.

تعرّف إلى الله في الرّخاء يعرفك في الشدّة

قصّة جميلة يرويها احد المشايخ : قال كنت في إحدى المسابح الترفيهيّة وكانت معي ابنتي الصغيرة

فدخلت تسبح وفجأة هلع الناس فنظرت فصدمت ممّا رأيت

فقد غرقت ابنتي ورأيتها تطوف في المسبح

أخذناها مسرعين للمستشفى وأدخلوها لإسعافها ، وماهي إلّا لحظات حتى خرج الطبيب فقال من أبوها ؟

قلت أنا

قال اصبر واحتسب لقد توقف قلبها ولم نتمكن من إنقاذها

قال لم أتمالك نفسي من البكاء ، كيف لا والنبيّ صلّ الله علبه وسلّم يقول : لا تكرهوا النّساء فهن

ّ المؤنسات الغاليات

قال ثم فوضت أمري إلى الله واحتسبتها عند الله ، وبينما أنا كذلك إذ خرج نفس الطبيب وقال أبشر يا شيخ

فقد عاد قلبها ينبض

بالله عليك أخبرني ماذا كنت تفعل ؟ فقد حدثت معجزة

قال أنا أكفل يتيما منذ سنوات ولم يعلم به أحد إلّا الله

صدق الله لما قال :ومن أحياها فكأنما أحيا النّاس جميعا