في صغرك
كنت تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه و صغار قدمك
كنت تلبس نظارته فتشعر بالعظمة
كنت تلبس قميصه فتشعر بالوقار و الهيبة
كنت تطلب اي شيء فيتقبل منك ذلك بكل سرور بل يحضره لك دون منة
كان يعود الى المنزل فيضمك الى صدره ضاحكا
و انت لا تذري كيف قضى يومه و كم عانى في ذلك اليوم في عمله
و اليوم في كبارك
انت لا تلبس حذاء ابيك فذوقه قديم لا يعجبك
تحتقر ملابسه العتيقة و اغراضه القديمه لأنها لا تروق لك
اصبح كلامه لا يلائمك و سؤاله عنك هو تدخل في شؤونك
اصبحت حركاته تصيبك بالحرج و كلامه يشعرك بالاشمئزاز
اذا تأخرت و قلق عليك و عاتبك على التأخير تشعر و كأنه يضايقك
و تتمنى لو لم يكن موجودا لتنعم بالحربة
رغم انه يريد الاطمئنان عليك ليس إلا

ترفع صوتك عليه و تضايقه بردودك و كلامك… فيسكت
ليس خوفا منك… بل خبا فيك و تسامحا معك
اذا بقربك محدوب الظهر…لا تمسك يده
فلقد اصبحت انت اطول منه
و انت بالأمس القريب كنت تتلعثم بالكلام
و تخطئ في ألحروف … فكان يضحك لك
و انت اليوم تتضايق من كثرة تسائلنه و استفساراته
لم يتمنى ابوك الموت ابدا لا في صغرك ولا في كبرك
و انت الان ربما تتمنى فراقه
تحملك ابوك في طفولتك في جهلك في سفهك في كبارك في دراستك في عوزك في شدتك في رخائك
تحملك في كل شيء
فهل فكرت يوما ان تحملك له فرضا عليك لا منة؟
اتعلكم لماذا؟
لان الله سبحانه و تعالى يقول :”و قضى ربك ألا تعبد إلا اياه و بالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبار احدهما

او كلاهما فلا تقل لهما افا ولا تنهرهما و قل لهما قولا كريما”