يسأل سائل ويقول : أتكاسل عن أداء الصلاة فما الحل؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :
أخي الكريم ينبغي عليك أن تعلم أن الصلاة لها فضائل عظيمة وكثيرة، منها :

أنها سبب في تكفير السيئات قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (سورة هود 114) .
وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قال: «أرَأيْتُمْ لَوْ أنَّ نَهْرًا بِبَابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟». قَالُوا: لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ. قال: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا». متفق عليه.
كما أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال اللَّه تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ ( سورة العنكبوت : الآية 45 )

ولذا فهي من أفضل الأعمال بعد الشهادتين، لحديث عبد اللَّه بن مسعود – رضى الله عنه – قال: سألت رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: “الصلاة لوقتها” قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: “برّ الوالدين” قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: “الجهاد في سبيل اللَّه” ( صحيح البخاري 7534 ).
لأنها نور لصاحبها في الدنيا والآخرة، لحديث عبداللَّه ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: “من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ………………………” (أخرجه أحمد في مسنده 6576)
فهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ). رواه أبو داوود والترمذي.
ومما لاشك فيه أن تارك الصلاة على خطر عظيم فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْكُفْرِ أَوِ الشِّرْكِ إِلا تَرْكُ الصَّلاةِ” (رواه البيهقي في السنن الكبرى 6496)

ومن أجل هذا فقد ثبت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة” (رواه الدار قطني في السنن الكبرى 1750).
وقال الإمام اللالكائي – رحمـــه الله – :”يكفي تارك الصلاة عاراً أنَّ أهل العلم اختلفوا فيه هل هو مسلم أو كافر؟” .
كما ننصحك أخانا الكريم بالآتي :
1) الاستعانة بصحبة صالحة تساعدك على أداء الفرائض ، وتأمرك بالمعروف وتنهاك عن المنكر.
2) القيام للصلاة عند سماع الأذان ، والحذر من التسويف ، لأن التسويف قد يؤدي إلى تركها بالكلية .
3) الصلاة في جماعة فذلك مما ينشط المرء لأداء الصلاة ، فصلاة الشخص بمفرده قد تؤدي به إلى التكاسل .

وعليه ، فنحذرك أخي الكريم من ترك هذا الخير واتباع الهوى ، وفقك الله لمرضاته .
هذا ونسأل الله لنا ولك سبل الفلاح والرشاد والله تعالى أعلى وأعلم
مجمع البحوث الإسلامية .. الأزهر الشريف


لطفا مشاركه الموضوع

شكرا لك على قراءتك العطره جزاك الله كل خير