كيف يتجنب الإنسان وسوسة الشيطان وإغواءه في الصلاة وغير الصلاة؟!
الشيطان كما قال الله سبحانه: عدوٌّ مُبينٌ تجب مُحاربته، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، وقال سبحانه: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200]، فإذا جاءت الوساوس شرُع لك أن تستعيذ بالله، وأن تذكره سبحانه، هذا من الدواء ومن العلاج، فإذا قلت: لا إله إلا الله، أو: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو: اللهم أعذني من الشيطان الرجيم، أو: اللهم أجرني من الشيطان الرجيم، كل هذا مشروعٌ لك، ولو في الصلاة، فالنبي صل الله عليه وسلم لما جاءه عثمانُ بن أبي العاص وقال: يا رسول الله، إن الشيطان لبَّس عليَّ صلاتي، فقال له عليه الصلاة والسلام: إذا وجدتَ ذلك فانفث عن يسارك ثلاثًا، واستعذ بالله من الشيطان، قال عثمان: ففعلتُ ذلك فأذهب الله عني ذلك، وهو في الصلاة.
والله شرع في الصلاة أن تقول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” عند القراءة، وأن تُسمِّي الله، فإذا وجدتَ هذه الوساوس فعليك بمحاربة عدو الله، عليك بالقوة، أن تكون قويًّا في محاربة عدو الله، وأن تترك هذه الوساوس وتُقبل على صلاتك وعلى ما شرع الله لك فيها، وإذا لم يذهب قل: “أعوذ بالله من الشيطان، لا إله إلا الله”، أو: “أعوذ بالله من الشيطان”، أو: “سبحان الله”، وكل هذا من جنس الصلاة، لا يضرُّ، وكل هذا مأمورٌ به لعلاج عدو الله، وإذا فعلت الاستعاذة كان أكمل: تنفث عن يسارك ثلاث مرات وتقول: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” ثلاث مرات في الصلاة، ويذهب عنك عدو الله، إذا رأى منك قوةً ذهب، وإذا رأى أنَّك لينٌ تقبل منه وساوسه وتخضع له طمع فيك وأهلكك، وجعلك مع المجانين، فعليك بالقوة والحذر منه، والتَّشاغل عنه بكل ما شرع الله لك، مع التَّعوذ بالله منه ولو في الصلاة.
الإمام إبن باز رحمه الله
لطفا مشاركه الموضوع
شكرا لك على قراءتك العطره جزاك الله كل خير