أخطاء شائعة في التفسير ويفهمها بعض الناس بطريقة غير صحيحة وهذه أبرز الأيات التي قد يتعذر فهمها عند البعض مما قد يغير معنى الأية عن المعنى الحقيقي وقد حصرناها فيما يلي:

سيماهم في وجوههم من أثر السجود ليس المقصود بالسّيمة “طابع السّجود” بل المقصود نور في الوجه .
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بما كسبت أيدي النّاس معناه: ظهر النقص في الثمار والزروع وثروات البحر بسبب المعاصي، وليس المقصود بالفساد: المعاصي.

وإذا أظلم عليهم قاموا قاموا: أي بقوا في مكانهم متحيرين وليس معناها أنهم كانوا قعودا فوقفوا، ومثله قوله تعالى: ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره تقوم أي تبقى وتثبت. وكذا قوله: فلتقم طائفة منهم معك أي لتثبت.
يظنّون أنهم ملا‌قوا ربهم ، وظنّ أنّه الفراق ، وظنّ داود أنّما فتنّاه ، إنّي ظننت أنّي ملاق حسابيه … الظّن في كلّ هذه الآيات بمعني اليقين وليس هو بمعنى الشكّ كما هو الحال في قول المشركين: إن نظنّ إلّا ظنّا وما نحن بمستيقنين …
ويستحيون نساءكم أي يتركونهن على قيد الحياة ولا يقتلونهن وهو عكس فعلهم بالصبيان، فالاستحياء هنا من “الحياة” لا من “الحياء”.

وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ التّهلكة هي عذاب الله، فالآية للنّهي عن المعاصي، وليس المقصود مجرّد التّهلكة الدّنيويّة فقط، وإن كانت التّهلكة الدّنيويّة داخلة في المعنى أيضًا لأنّ الإضرار بالنّفس يؤدّي إلى عذاب الله أيضًا.
حتّى لا تكون فتنة ، والفتنة أشدّ من القتل ، والفتنة أكبر من القتل أي الكفر أشدّ من القتل، وهذا مع إبطان الكفر وشرح الصّدر به، وليس معنى الفتنة هنا النّميمة.

ولقد صدقكم الله وعده إذ تَحُسّونهم بإذنه تحسونهم: أي تقتلونهم قتلاً ذريعا، وليست من الإحساس كما يتبادر.
إن الله لا يظلم مثقال ذرّة الذرة هي: النملة الصغيرة، وقيل: ذرّة التراب، وليست هي الذرة التي في المصطلح الفيزيائي والكيميائي الحديث، فهذا اصطلاح حادث ليس هو معنى الذرة في القرآن.
وإذ زيّن لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جارٌ لكم جارٌ لكم أي: أنا مجيركم وحاميكم فأنتم في ذمتي وحماي وليس المراد أنه مقيم بجوارهم.
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين أي أقسم لهما وليس من القسمة.
فجاءها بأسنا بياتاً أو هم قائلون أي في وقت القيلولة، وليس من القول.
كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث تحمل عليه أي تطرده وتزجره وليس من الحمل.
كأن لم يغنَوا فيها أي كأنّهم لم يقيموا فيها وليس هو من الغنى الذي بمعنى كثرة المال.
اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً أي ألقوه في أرض بعيدة وليس إيقاعه على الأرض.
وجاءت سيّارة السيّارة: نفرٌ من المارة المسافرين، وليست الآلة المعروفة.
أخانا نكتل : أي نزداد مكيالا، وليس كما توهم البعض من أن “نكتل” اسم لأخي يوسف.

ومن الليل فتهجّد به نافلة لك أي زيادة في العلو والرفعة لك، وليس المراد أنها نافلة أي مندوبة وغير واجبة عليه صلى الله عليه وسلم؛ إذ إن التهجد واجب على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال جمع من العلماء، وعلى القول بعدم وجوبه عليه صلى الله عليه وسلم فمعنى الآية أن التهجد زيادة رفعة له إذ لا سيئات عليه، بخلاف غيره فإن التهجد يكفر به سيئاته.
المال والبنون زينة الحياة الدنيا المقصود بهذا ذمّ المال والبنين والدنيا بحذافيرها إذا ألهت العبد عن طاعة الله وليس المقصود مدح المال والبنين في ذات الأمر.
فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة أي ألجأها واضطرها المخاض إلى الجذع، وليس أجاءها بمعنى أتاها.
وأهشّ بها على غنمي أي أضرب بعصاي الشجر فتتساقط الأوراق لتأكل منه الغنم، وليس المراد بالهش: التلويح بالعصا للزجر.
وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر : رجالاً أي على أقدامهم، والمعنى يأتوك مشاة وركبانا وليس المراد هنا: الذكور.

فإذا وجبت جنوبها : أي سقطت جنوبها بعد نحرها “أي الإبل” وليس الوجوب الذي بمعنى الإلزام.
إلا إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيّته : أي إذا قرأ القرآن ألقى الشيطان الوساوس في قراءته، لكنّ الله يصرفها ويعصم نبيّه من الخطأ، وليس التمني هنا بمعنى طلب حصول شيء.
ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم المتاع أي الانتفاع والتمتع والمصلحة وليس المراد به الأغراض.
وليضربن بخمرهن على جيوبهنّ : جيوبهن أي صدورهن، فينسدل الخمار من الوجه إلى أن يغطي الصدر، وليس الجيب بمعنى خبنة الثوب التي يخبّأ فيه المال وما شابه كما هو شائع.
وتتّخذون مصانع لعلكم تخلدون المصانع أي ما صُنع وأُتقن في بنائه كالقصور والحصون، وليست المصانع التي تنتج الأجهزة والآلات والمنافع وغيرها المعروفة الآن.
فلما رآها تهتز كأنّها جانّ نوع من الحيات سريع الحركة، وليس الجانّ هنا بمعنى الجنّ.
وقالت لأخته قصّيه أي تتبّعي أثَرَه.

ولقد وصّلنا لهم القول لعلهم يتذكرون وصلنا أي أن القرآن نزل متواصلاً متتابعاً وليس دفعة واحدة من الوصل، وقيل أي مفصلا، وليس المراد بهده الآية أنه أوصله إليهم من الإيصال.
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النّبيّ إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه غير ناظرين أي غير منتظرين، و إناه أي نضجه، والمعنى لا تتحينوا نضج طعام النبي صلى الله عليه وسلم فتتطفلون عليه، أو معناها لا تمكثوا عند النبي صلى الله عليه وسلم منتظرين نضج الطعام واستواءه فتحرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكثكم عنده، وليس المعنى غير مبصرين الوعاء الذي يؤكل فيه.
فلما أسلما وتلّه للجبين أسلما أي استسلما وخضعا لأمر الله بذبح اسماعيل، وتله: أي طرحه وصرعه أرضاً على جنبه تهيئة للذبح، وليس تلّه أي جذبه مع أثوابه كما هو شائع.
أو يزوجهم ذكراناً وإناثا أي يهب من يشاء أولاداً مخلَّطين “إناث وذكور” ، وليس معناه يُنكحهم.
ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سُخريّا سُخريا – بضم السين – من التسخير أي ليكون بعضهم مسخراً لبعض في المعاش، به تقوم حياته وتستقيم شؤونه، وليس بكسر السين من السخرية والهُزء كالذي في قوله تعالى: “فاتخذتموهم سِخريّا حتى أنسوكم ذكري”.
هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون أي هل ينتظرون وليس هل يرون، وهذا اللفظ كثير في القرآن العظيم، ومنه “هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام” و “هل ينظرون إلا تأويله”.
فبصرك اليوم حديد من الحْدّة؛ أي قويّ نافذ كما قالوا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحًا وليس المقصود معدن الحديد.
خلق الإنسان من صلصال أي الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة، وليس الصلصال المعروف.
وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام الأعلام هي الجبال، أي تسير السفن في البحر كالجبال، وليس كالرايات.
أم لهم شرك في السموات أي أم لهم نصيب في خلق السموات، فالشرك هنا بمعني الحصة والنصيب، وليس بمعني عبادة غير الله معه.
فأقبلت امرأته في صَرّة فصكت وجهها صَرة أي في صوت وضجة، قيل أنها صاحت حينما بُشرت بالولد وهي عجوز فقالت: “يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا” ولطمت وجهها، وليس المراد صُرة بضم الصاد وهي كيس المتاع أو النقود.
وغرّكم بالله الغَرور الغَرور هو الشيطان باتفاق المفسرين، فالغرور بفتح الغين هو الشيطان وبضمه هو الباطل، ومثله الشكور بفتح الشين هو الشاكر وبضم الشين الشكر والحمد.
قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون أوسطهم أي أعدلهم وأفضلهم وخيرهم وليس المراد أوسطهم في السنّ، ومثله قوله تعالى: “وكذلك جعلناكم أمة وسطا”.
وما نحن بمسبوقين أي لن يعجزنا أحدٌ من هؤلاء الكفار، كقوله تعالى: أم حسب الذي يعملون السيئات أن يسبقونا أي لا مهرب لهم ولن يعجزونا.

وأنه تعالى جدّ ربنا أي تعالت عظمة ربنا وجلاله وغناه، وليس معنى الجد هنا الحق وضد الهزل بكسر الجيم.
وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديدا وشهبا لمسنا أي تحققنا وطلبنا خبرها وليس معناها: لمسناها حقيقة.
فإذا برق البصر أي شخُص البصر وشق وتحير ولم يطرف من هول ما يرى، وليس معناه لمع، وهذا يوم القيامة وقيل عند الموت.
لوَّاحة للبشر أي محرقة للجلد – عياذًا بالله.
رفع سَمكها فسواها بفتح السين أي رفع سقفها وارتفاعها، وليس المراد هنا السُمك بالضم أي العَرض والكثافة.
مطاعٍ ثَمّ أمين يخطئ البعض في معنى ثَم وفي نطقها : فـ “ثَم” بفتح الثاء أي: هناك وبضمها ثُم: للعطف. والمعنى جبريل مطاعٌ هناك في السماوات أمين، ومثله قوله تعالى: “وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا” أي وإذا رأيت هناك في الجنة.
جابوا الصّخر بالواد أي قطعوا الصخر ونحتوه وخرقوه، وليس جابوه بمعنى أحضروه كما في اللهجة العامية.
فَقَدر عليه رزقه أي ضيّق عليه رزقه، وليس من القدرة والاقتدار.
فلهم أجر غير ممنون غير مقطوع عنهم، وليس معناها: بغير منّة عليهم، فلله المنّة على أهل الجنة دائماً وأبداً إذ لم يدخلوها إلا برحمته.
وإنه لحب الخير لشديد الخير أي المال، فهو محب للمال حبّاً شديدا، وليس المراد به أعمال البرّ.
وأمّا من خفت موازينه فأمّه هاوية أي رأسه هاوية بالنار وقيل أمه هي نفسها الهاوية وهي درك من أدراك النار سميت أمه لأنها تؤويه لا مأوى له غيرها نسأل الله العافية منها، وليس معنى الأمّ الحقيقية.

لطفا مشاركه الموضوع

شكرا لك على قراءتك العطره جزاك الله كل خير