كثيرا ما نقرأ ونسمع من كتب التاريخ والفتوحات الإسلامية عن بلاد ما وراء النهر .. فما هي بلاد ما وراء النهر؟ وأين تقع الآن؟

بلاد ما وراء النهر أو ما يعرف الآن بـوسط آسيا أو آسيا الوسطى، هي إحدى بلاد العالم الإسلامي، قال عنها ياقوت الحموي في معجم البلدان: “يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان (شرق إيران الآن)، فما كان في شرقيه يقال له بلاد الهياطلة وفي الإسلام سموه (ما وراء النهر)، وما كان في غربيّه فهو خراسان وولاية خوارزم (تقع بأوزبكستان الآن)، وخوارزم ليست من خراسان إنما هي إقليم برأسه”.
وقد كانت بلاد ما وراء النهر تُعرف في الماضي ببلاد تركستان الكبرى، وعندما فتحها المسلمون العرب في القرن الأوَّل الهجري أطلقوا عليها: بلاد ما وراء النهر، ومعناها البلاد الواقعة خلف نهر جيحون (أموردريا) وسيحون (سيردريا)، وهي منطقة شاسعة عظيمة الاتِّساع، وقد باتت مقسَّمة إلى تركستان الشرقيَّة وتركستان الغربيَّة، ومنطقة تركستان الشرقيَّة وهي محتلة الآن من قبل الصين، أما منطقة تركستان الغربيَّة فهي تضمُّ دُولاً خمسًا هي: طاجيكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وأوزبكستان، وكازاخستان، بالإضافة إلى أذربيجان.
وقد بدأ المسلمون منذ أن توطدت أقدامهم في خراسان (شرق إيران الآن) يقومون بغزوات ضد بلاد ما وراء النهر، ثم يعودون إلى مراكزهم في خراسان شتاءً، وكان الوالي سِلم بن زياد أول من عبر النهر وأقام في الشتاء هناك. ويبدو أنها كانت مجرد محاولات؛ إذ إن الفتوحات الحقيقيَّة لها كانت في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، والذي اشتهر في عهده القائد قتيبةُ بن مسلم الباهلي، وقد تولَّى أمر خراسان في عام 88هـ، وكان قد عَبَر نهر جيحون في المرحلة الأولى من جهاده (83 – 84هـ)، واستعاد طخارستان.
ثم استعاد بخارى في المرحلة الثانية من جهاده ( 87 – 89هـ)، وفي المرحلة الثالثة (90 – 93هـ) استطاع أن يرفع راية الإسلام في حوض نهر جيحون، وقد توجَّهت فتوحاته في المرحلة الرابعة من جهاده (94 – 96هـ) إلى ولايات سيحون، ثم دانت له ولايات أوزباكستان وطاجيكستان وغيرهما، وبنى أوَّل مسجد في بخارى عام 94هـ، وواصل مسيرته حتى فتح مدينة كَاشْغَر قرب حدود الصين.

لطفا مشاركه الموضوع

شكرا لك على قراءتك العطره جزاك الله كل خير