عقوق الوالدين من أعظم الذنوب التي حذّر منها الإسلام، إذ يؤدي إلى غضب الله وزوال البركة. تعرف في هذا المقال على خطورته، وأسبابه، وطرق تجنبه.
لماذا يعد عقوق الوالدين من الكبائر؟
يُعد عقوق الوالدين من أخطر الذنوب التي حذر منها الإسلام، بل جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر التي تجر غضب الله وتبطل الأعمال الصالحة. فالوالدان هما السبب بعد الله في وجودنا، وهما من قدّما أعظم التضحيات منذ ولادتنا وحتى كبرنا. لذلك فإن التفريط في برّهما أو إهمال حقهما لا يعد فقط خطأً أخلاقياً، بل جريمة روحية تهدد استقرار الفرد والمجتمع.
معنى عقوق الوالدين
العقوق لغةً هو العصيان والمخالفة، وشرعًا: كل قول أو فعل يتضمن إيذاء الوالدين أو الإساءة إليهما.
ولا يقتصر العقوق على الضرب أو السب، بل يشمل:
إهمال احتياجاتهما.
التذمر من أوامرهما.
عدم الاهتمام براحتهما.
رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما بغلظة.
مكانة بر الوالدين في الإسلام
جعل الإسلام بر الوالدين بعد عبادة الله مباشرة، قال تعالى:
﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36].
فهذا الترتيب يدل على عظم حق الوالدين.
كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالوالدين خيرًا حتى آخر لحظات حياته، فقد كان يكرر: “أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك”، لبيان عظم حق الأم خاصة لما تتحمله من مشقة الحمل والولادة والرضاعة والتربية.
صور عقوق الوالدين في حياتنا اليومية
قد يظن البعض أن العقوق يقتصر على السب أو الضرب، لكن الحقيقة أن له صوراً كثيرة، منها:
- العقوق باللسان
مثل الصراخ، الجدال بغير احترام، أو إظهار الضجر عند الحديث معهما.
- العقوق بالفعل
كالتأخر في خدمتهما، ترك رعايتهما عند الكبر، أو تقديم الأولاد والزوجة على برّهما.
- العقوق بالقلب
وهو إهمال الدعاء لهما، وتمني زوال أحدهما أو عدم الشعور بالامتنان لما قدماه.
عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة
حذر الإسلام من عقوق الوالدين وبيّن عواقبه:
في الدنيا: زوال البركة في العمر والرزق، قسوة القلب، والحرمان من التوفيق.
في الآخرة: وعيد شديد بالنار، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟” قالوا: بلى يا رسول الله. قال: “الإشراك بالله وعقوق الوالدين” [رواه البخاري ومسلم].
أسباب العقوق وطرق علاجه
أسباب العقوق
ضعف التربية على القيم الدينية.
الانشغال المفرط بالدنيا والتقنيات الحديثة.
الصحبة السيئة.
غياب القدوة الحسنة في الأسرة.
طرق العلاج
تربية الأبناء على حب الوالدين منذ الصغر.
تذكير النفس دومًا بفضل الوالدين.
اختيار الصحبة الصالحة.
كثرة الدعاء لهما أحياءً وأمواتاً.
كيف نحافظ على بر الوالدين بعد وفاتهما؟
بر الوالدين لا ينقطع بموتهما، بل يستمر عبر:
الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة.
التصدق عنهما.
صلة أرحامهما وأصدقائهما.
إنفاذ وصاياهما بما لا يخالف الشرع.
إن عقوق الوالدين باب من أبواب الشر التي تجلب غضب الله وتهدم القيم الأسرية، بينما برّهما هو طريق البركة والفلاح في الدنيا والآخرة. فلنجعل من حياتنا وقفًا على رضاهما، ولنستثمر كل لحظة في الدعاء لهما وخدمتهما.
زوروا موقعنا tslia.com لتجدوا مقالات ملهمة تساعدكم على فهم أعمق لتعاليم الإسلام، ولتجدوا التحفيز المستمر للسير على نهج البر والإحسان.