منذ بداية الخلق، والإنسان يتساءل عن المستقبل، وعن اللحظة التي تنتهي فيها الحياة الدنيا، وتبدأ رحلة الآخرة. وقد أنبأنا النبي محمد ﷺ عن علامات كبرى ستقع قبل قيام الساعة، وهي أحداث عظيمة وفتن جسيمة، لم يشهد لها التاريخ مثيلًا. هذه العلامات بمثابة إشارات كبرى تنذر بانتهاء الحياة الدنيا واقتراب الحساب.

ما الفرق بين العلامات الصغرى والكبرى؟

العلامات الصغرى هي مظاهر وأحداث ظهرت وتظهر عبر العصور، مثل شيوع الظلم وارتفاع البنيان وكثرة القتل. أما العلامات الكبرى فهي أحداث عظيمة خارقة للعادة، تقع متتابعة بشكل مذهل، وإذا ظهرت أول علامة منها، تتسارع بقية العلامات كعقد انفرطت حباته، فلا مجال بعدها للعودة أو التوبة.

العلامات الكبرى كما وردت في السنة النبوية

جاء في الأحاديث الصحيحة أن علامات الساعة الكبرى عشر، وسوف نستعرضها معًا بتسلسل تقريبي كما ذكره العلماء:

  1. ظهور المسيح الدجال

أعظم فتنة تمرّ على البشر منذ خلق آدم، كما وصفها النبي ﷺ. يخرج الدجال في زمن فتنة، فيدّعي الألوهية، ويُجري الله على يديه خوارق للعادة ابتلاءً للناس، فيغوي الكثيرين. يحاصر المؤمنين، لكن الله ينجيهم بثبات قلوبهم، حتى ينزل عيسى عليه السلام فيقتله بباب لد في فلسطين.

  1. نزول عيسى ابن مريم عليه السلام

ينزل عيسى عليه السلام في وقت الشدة، حاملاً راية الحق، فيقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ويملأ الأرض عدلًا وسلامًا. يعيش الناس في زمنه برغد وخير لم يعرفوه من قبل، وتتوحد القلوب على طاعة الله.

  1. خروج يأجوج ومأجوج

أمتان عظيمتان من بني آدم، محبوسون خلف سد بناه ذو القرنين. يخرجون في زمن عيسى عليه السلام، فيعيثون في الأرض فسادًا، ويكثرون حتى يشرب أوائلهم ماء البحيرات. لا طاقة للبشر بقتالهم، فيدعو عيسى عليه السلام والمؤمنون، فيستجيب الله ويهلكهم بدود يفتك بهم جميعًا، فتعود الأرض صافية نقية.

  1. الدخان

يظهر دخان عظيم يغطي السماء، يملأ ما بين المشرق والمغرب، فيصيب الناس كهيئة العذاب، ويكون علامة عظيمة تقض مضاجع الكافرين، أما المؤمنون فيصيبهم منه أثر يسير فقط.

  1. الدابة

تخرج دابة من الأرض، تكلم الناس وتبين لهم الحق، وتميز المؤمن من الكافر. فهي من آيات الله الكبرى التي إذا وقعت لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل.

  1. طلوع الشمس من مغربها

آية كونية عظيمة تقلب النظام الكوني، فإذا طلعت الشمس من مغربها أُغلق باب التوبة، فلا يقبل إيمان الكافرين، ولا رجوع العاصين، وتكون بداية النهاية الفعلية للحياة الدنيا.

  1. الخسوفات الثلاثة

خسوف عظيم يقع في المشرق، وخسوف في المغرب، وخسوف في جزيرة العرب، فتبتلع الأرض ما عليها، وتكون إنذارًا مرعبًا للناس.

  1. النار التي تحشر الناس

آخر العلامات الكبرى وأعظمها، نار تخرج من اليمن أو من قعر عدن، تسوق الناس إلى أرض المحشر، فلا تترك أحدًا إلا جمعتهم، حتى ينتهي أمر الدنيا وتبدأ أهوال القيامة.

الحكمة من هذه العلامات

قد يتساءل البعض: لماذا هذه العلامات المرعبة؟ الحقيقة أنها رحمة من الله لعباده، فهي بمثابة إنذارات نهائية، تدعو الناس للتوبة والرجوع إلى الله. فالله لا يعذب عباده إلا بعد أن يقيم عليهم الحجة.

كيف نستعد لهذه اللحظات؟

الاستعداد لا يكون بتتبع الأخبار والبحث عن تفاصيل قد لا نعرفها، بل يكون بالثبات على الإيمان والعمل الصالح، والتمسك بالقرآن والسنة، والتوبة الدائمة من الذنوب. فالمؤمن الذي يعيش على طاعة الله، لن تضره هذه الفتن مهما عظمت.

الخاتمة

علامات الساعة الكبرى ليست مجرد قصص تروى أو أحداث غامضة نتخيلها، بل هي حقائق ثابتة في ديننا، تنتظر لحظة وقوعها بأمر الله. والسعيد من اغتنم عمره قبل فوات الأوان، واستعد للقاء ربه بعمل صالح وقلب سليم.

✨ تذكّر دائمًا: حياتك قصيرة، فلا تجعلها تضيع في غفلة.

موقعنا: tslia.com
معًا نحو وعي أعمق، وإيمان أقوى، واستعداد أفضل للمستقبل.

علاماتالساعة #الساعةالكبرى #فتنآخرالزمان #المسيحالدجال #نزولعيسى #يأجوجومأجوج #طلوعالشمسمنالمغرب #الدابة #الدخان #يوم_القيامة #الإسلام #tslia

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *