ما هي السورة التي تعدل ربع القرآن وسميت بسورة العبادة؟

من بين 114 سورة يتضمنها المصحف الشريف هناك بعض السور مكانتها كبيرة وقراءتها تعدل ما بين ثلثه وربعه، فما هي السورة التي تعدل ربع القرآن؟

السورة التي تعدل ربع القرآن هي سورة الكافرون، روى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن النبي ﷺ قال قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن . و قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن.

تعدل ربع القرآن”، أي: تماثل في أجر تلاوتها، قيل: لأن في السورة البراءة من الشرك، وأهله، وهي لذلك تماثل الربع.

قال الله عز وجل في سورة الكافرون: “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)”.

الكافرون من السّور المكيّة، أي التي نزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلّم ولو بغير مكّة، وتبلغ عدد آياتها 6، وتحتلّ المرتبة 109 في ترتيب سور القرآن الكريم.

وتقع “الكافرون” بعد سورة الكوثر، وقبل سورة النّصر، وكان نزولها تابعًا لنزول سورة الماعون وترتيبها رقم 18 في نزول السور، ورقم 19 في ترتيب السور في المصحف العثماني، وتقع في الجزء الثلاثين والأخير من القرآن.

“الكافرون” لها أكثر من اسم وأشهرها هو سورة العبادة، كما أنها تحتوي على العديد من أساليب لغوية مثل الأمر والنهي والجزم والتأكيد.

يمكن قراءة سورة الكافرون في أي وقت ولكن يستحب أن تقرأ في صلاتي الفجر والمغرب، كما يجب أن يبدأ المسلم يومه وينهي قراءة سورة الكافرون لكي يبرئ نفسه من الشرك بالله تعالى.

وتدور معاني آيات سورة الكافرون على ضرورة عبادة الله وحده وأن لا يكون له شريك، حيث أن الشرك لا يتساوم مع العبادة.

حيث تنص السورة على أهمية التوحيد وأن السورة تنص على ضرورة إخلاص العمل والعبادة لله تعالى، ويجب أن تقرأ سورة الكافرون باستمرار حتى يزول الشرك ويملأ التوحيد قلوبنا، كما يجب أن تحرص على أن تعلمها لأولادك

لسورة الكافرون الكثير من الفضائل، ومن أبرزها:

– يُبّرئ الإنسان من الشّر عند قراءتها، ومما يدُل على ذلك، ما رُوي عن عن نَوفلٍ بن فروة الأشجعي، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لنوفل: “اقرأْ “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ”، ثُمَّ نَم عَلَى خاتِمَتِها؛ فإنها براءةٌ من الشركِ”.

– تعدُل قراءتها قراءة ربع القرآن الكريم، وهذا مصداقًا لما رواه عن ابن عبّاس: أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن”.

عن سبب النزول، فوردت كثير من الروايات في سبب نزول سورة الكافرون، يكمُن مضمونها في إن جماعة من الكفّار ذهبوا إلى النبي، وعرضوا عليه أن يعبدوا الله وحده لا شريك له كما أمرهم، وأن يُطيعوه في كلّ ما أمر به، ولكن بشرطٍ واحدٍ هو: مشاركة النبي ومن اتّبعه لهم في عبادتهم للأصنام والاوثان خلال فترةٍ معينةٍ من الزمان.

لذا نزلت هذه السورة؛ لقطع كل مجالٍ للمفاوضات بين النبي وبينهم، بل عرضوا عليه أن يُعطوه من المال ما يصير به أغنى واحدٍ فيهم، وأن يُزوّجوه أفضل نسائهم، ولكن الرسول رفض ذلك أيضًا، وعرضوا عليه عرضًا آخر، وهو: أن يعبدوا الله عامًا واحدًا بعد أن يعبد محمد ومن معه آلهتهم عاما قبله، فإن وجدوا أن ما عليه محمدا ومن معه خيرًا؛ اتبعوه، وإن لم يجدوا ذلك؛ اتبع محمد ومن معه آلهتهم؛ فأنزل الله سورة الكافرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *