تفسير الآية القرآنية: {فأثرن به نقعًا}.. [العاديات : 4].

(فأثرن): من الإثارة وفيها تهييج وتحريك. تقول: أثرت الغبار أُثيره: إذا هيَّجته وحركته، والنون في (أثرن): ضمير العاديات.

(به): يعني على العدو، وذلك إما في الصبح، أو في موضع اعتراك الخيول؛ فالهاء عائدة إلى أحد المعنيين، وقد دل الحال عليهما؛ وذلك نتيجة لعدوهن وغارتهن.

(نقعًا): النقع، قيل: هو الغبار الشديد الكثيف الذي يثور من شدة السعي، ويجوز أن يراد بالنقع: الصياح، أي: فهيجن في المغار عليهم صياحًا وجلبة.

وخلاصة المعنى: أن هذه الخيل إذا سعت فاشتد عدْوها في الأرض، وارتفعت إغارتها على العدو صباحًا صار لها غبار كثيف من الكر والفر، أو صياح عظيم في المواضع التي تقع فيها غارتها.

—-

تفسير  الآية القرآنية: {فوسطن به جمعا}.. [العاديات : 5].

(فوسطن): يعني توسطن، (به): أي: براكبهن، وهذا التوسط بسبب الغبار الذي أحدثته.

(جمعًا): يعني: بلغت تلك الخيول جموع العدو وتوسطته، وفرقته.

والفاءات في ذكر أحوال الخيل في الآيات في سورة العاديات للدلالة على ترتيب ما بعد كل منها على ما قبله، فتوسط الجمع مترتب على الإثارة المترتبة على الإيراء المترتب على العدو.

وخلاصة المعنى في قسم الله تبارك وتعالى بالخيل في هذه الآيات: الإشعار بعلو مرتبتها، والحض على اقتنائها، والاعتناء بشأنها، ولا يخفى ما يترتب على ذلك من تعلم الفروسية، وإعداد العدة، وأخذ الأهبة للحرب والجهاد في سبيل الله تعالى، ويقاس على الاعتناء بالخيل ما يكون الإعداد به حاصلًا معينًا في هذا الزمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *